المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

انقطاع كابلات بحرية في البحر الأحمر يعطّل الإنترنت عالميًا.. ومصر جزء من الحل

يُعد البحر الأحمر ممرًا حيويًا للاتصالات، إذ يربط أوروبا بأفريقيا وآسيا عبر مصر، لذلك فإنَّ أي انقطاع في شبكة الإنترنت خاصة إذا كان انقطاعًا مؤثرًا وتأثيراته مباشرة على كافة الجهات، فقد يكون إصلاح الكابلات البحرية في المنطقة صعبًا، من الناحية السياسية خصوصًا في ظل مواصلة الحوثيين في اليمن مهاجمة السفن في المنطقة.

وهو ما أكّدته شركة “مايكروسوفت”، وعدد من شركات المنطقة، مثل “إي آند” الإمارات التي أعلنت أنَّ بعض عملائها قد يواجهون بطئًا في خدمات البيانات، نتيجة انقطاع في الكابلات البحرية الدولية.

كما أعلنت مايكروسوفت عن وقوع اضطراب كبيرٍ في شبكة الإنترنت العالمية، بسبب انقطاع عدة كابلات بحرية دولية في البحر الأحمر، ما قد يؤدي إلى بطء ملحوظ في خدمات الإنترنت في مناطق واسعة من آسيا وأوروبا، مع احتمال زيادة زمن الوصول في بعض دول الشرق الأوسط.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها الكابلات البحرية الدولية للتلف؛ فالحادثة الشهيرة التي وقعت في عام 2008 وأدت لانقطاع الكابلات البحرية كانت عبارة عن 3 حوادث منفصلة سببت أضرارًا جسيمة لكابلات الاتصالات الضوئية البحرية في جميع أنحاء العالم.

وتسبب الحادث الأول في إلحاق الضرر بما يصل إلى 5 كابلات اتصالات بحرية من كابلات الإنترنت فائقة السرعة في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في الفترة من 23 يناير إلى 4 فبراير 2008، مما تسبب في انقطاع الإنترنت وتباطؤه لدى المستخدمين في الشرق الأوسط والهند، وفي أواخر فبراير، حدث انقطاع آخر، هذه المرة أثر على اتصال الألياف البصرية بين سنغافورة وجاكرتا.

وأفادت شركة NetBlocks التي تراقب الوصول إلى الإنترنت، بأن “سلسلة من انقطاعات الكابلات البحرية في البحر الأحمر أدت إلى تدهور اتصال الإنترنت في عدة دول”، وألقت باللوم على “الأعطال التي أثرت على أنظمة الكابلات IMEWE، وSMW4.

وكابل SMW4 مملوك لاتحاد يضم 16 شركة اتصالات من دول مختلفة من من مصر، والجزائر، والهند، وبنغلاديش، والإمارات، وأورانج الفرنسية، وباكستان، وإيطاليا، وسيرلانكا، والسعودية، وماليزيا وتونس، والذين يتشاركون في تشغيل وصيانة النظام.

بينما كابلات IMEWE، هي شبكة ألياف ضوئية بحرية دولية، تديره 9 شركات اتصالات كبرى، ويربط الشرق الأوسط والهند وغرب أوروبا، والدول التي تدير الكابلات هي: مصر، والهند، والإمارات، وفرنسا، وأوجيرو، وباكستان، والسعودية، وإيطاليا.

حمدي الليثي: مصر محور الإنترنت العالمي

وفي حديثه مع موقع “تكنولدج”، أوضح الدكتور حمدي الليثي نائب رئيس غرفة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سابقًا، أن تأثير هذا الانقطاع كبير للغاية، مؤكدًا أن الكابلين يمثلان جزءًا من تحالف دولي معني بمرور البيانات بين القارات، ويمران عبر موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي.

وقال: “في أوقات سابقة، كانت البيانات التي تمر من خلال مصر تُقدّر بـ17% من إجمالي حركة الإنترنت العالمية، وهو رقم ضخم ويُظهر مدى أهمية الموقع المصري”.

وأضاف أن الموقع الجغرافي لمصر يجعلها نقطة عبور مثالية للربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، مشبهًا ذلك بقناة السويس في مجال الملاحة البحرية، مؤكدًا أن الحفاظ على استمرارية خدمات الإنترنت وتوسيع البنية التحتية الرقمية أمر بالغ الأهمية لمستقبل الاقتصاد الرقمي المصري.

وحول الأسباب المحتملة للعطل، والذي لم يُحسم الجدل بعد، إذ لم يُعلن رسميًا عن السبب التقني أو الجغرافي الدقيق، لكن الدكتور حمدي أشار إلى أن الكابلات البحرية قد تتعرض لأعطال لأسباب طبيعية أو بسبب تدخلات بشرية.

وأضاف: “قد يكون العطل ناتجًا عن حدث طبيعي مثل زلازل تحت البحر أو اصطدامات عرضية بسفن، لكن لا يمكن استبعاد فرضية التخريب أو العمل البشري المتعمد، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة”.

وتابع: “التصميمات الحديثة للكابلات تؤخذ فيها الاعتبارات الأمنية، لكن رغم ذلك، تظل الكابلات عرضة لمخاطر يصعب التنبؤ بها بالكامل”.

اللافت للنظر أن شركة مايكروسوفت كانت من أوائل الجهات التي أعلنت عن تأثر خدماتها، وهو ما أثار تساؤلات، وعلّق الليثي بأن هذا يعود إلى حجم البيانات التي تعتمد عليها الشركة، قائلًا: “الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت، بسبب ارتباطها بعملاء كُثر، تكون أول من يكتشف هذه الأعطال وتبادر بالإعلان عنها، خاصة أن المستخدمين يشعرون فورًا بتراجع الخدمة”.

البدائل المتاحة وحلول التعافي

فيما يتعلق بالبدائل، أشار الدكتور حمدي إلى أن وجود مسارات بديلة أمر ممكن، لكن ليس بالسهولة المتصورة: “نقل البيانات إلى مسارات بديلة يتطلب جهدًا ضخمًا لأن حجم البيانات الذي يمر عبر هذه الكابلات كبير جدًا، وليس من السهل تحويله فورًا إلى كابلات أخرى أو إلى مسارات أرضية دون تأثر الخدمة”.

وأكد على أهمية وجود خطط استباقية واستراتيجيات تنويع المسارات لضمان استمرارية الخدمة وتقليل أثر الأعطال المفاجئة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك الكفاءات الفنية والكوادر المؤهلة لذلك.

اترك تعليقا