«بايت دانس» المالكة لـ«تيك توك» تستحوذ على سلسلة مستشفيات مقابل 1.5 مليار دولار

قررت شركة «بايت دانس» الاستحواذ على واحدة من أكبر سلاسل المستشفيات الخاصة في الصين مقابل 1.5 مليار دولار، معززة بذلك غزوها لقطاع الرعاية الصحية عبر واحدة من أكبر الصفقات التكنولوجية المحلية منذ حملة بكين على شركات الإنترنت.

 

دفعت مالكة “تيك توك” حوالي 10 مليارات يوان للاستحواذ بالكامل على “أمكير هيلث كير” ( Amcare Healthcare)، التي تدير مستشفيات نساء وأطفال في مدن من بكين إلى شنزن، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لسرية المعلومات، وتمتلك شركتان تابعتان لـ”بايت دانس” حالياً مجتمعتين 100% من “أمكير”، وفقاً لمتتبعة تسجيل الشركات “كيتشاتشا” (Qichacha).

 

يتنافس تطبيق الرعاية الصحية “شياوهي” (Xiaohe) المملوك لـ”بايت دانس” مع تطبيق “علي بابا هيلث انفورميشن تكنولوجي” (Health Information Technology Ltd)”، وتطبيق “بينغ آن هيلث كير آند تكنولوجي” (Ping An Healthcare and Technology Co) على تقديم خدمات الاستشارات عبر الإنترنت وحجز المواعيد بالمستشفيات والخدمات الصحية، وهو قطاع مزدهر بقيمة 89 مليار دولار عززته التدابير الوطنية لمكافحة تفشي الوباء.

 

تنضم عملاقة التواصل الاجتماعي، المشهورة بابتكار تطبيقات محتوى ذو تأثير إدمانيّ، لنظيراتها من كبريات الشركات التكنولوجية بدءاً من “أبل” إلى “أمازون” في استكشاف طرق لرقمنة وتغيير طريقة عمل قطاع الرعاية الصحية التقليدي.

 

هذه الصفقة أيضاً هي واحدة من أكبر الصفقات التي برزت من قطاع التكنولوجيا الصيني منذ أن بدأت الجهات التنظيمية كبح “التوسع الرأسمالي غير المنظم” في أواخر 2020، ما ثبط نوع الاستحواذات الكبيرة التي انخرطت فيها مجموعتا “علي بابا” و”تينسنت” في السنوات الماضية للدخول في أسواق جديدة والهيمنة عليها.

 

لم يستجب ممثلو “أمكير” لطلبات التعليق على الاستحواذ، الذي كانت أول من نقلته المجموعة الإعلامية “كايكسن” (Caixin)، بينما أكد متحدث باسم تطبيق “شياوهي” الاستحواذ، لكنه رفض التعليق على حجم الصفقة.

 

تأسست “أمكير” في 2006 في بكين، وتدير سبعة مستشفيات للنساء والأطفال وعيادتين متكاملتين وخمسة مراكز للرعاية الصحية بعد الولادة في جميع أنحاء الصين، وفق موقع الشركة الإلكتروني، وفي عام 2020، حصلت على ترخيص حكومي لعمليات التلقيح الصناعي من خلال الاستحواذ على مستشفى في بكين، وقبل استحواذ “بايت دانس” عليها، كان من بين مستثمريها “هيل هاوس كابيتال” (Hillhouse Capital) و”تشاينا رينيسانس” (China Renaissance) و”واربيرغ بينكوس” (Warburg Pincus)، وفق “كيتشاتشا”.

 

باعتبارها منتجاً للتطبيقات الناجحة ومنصات الأخبار والفيديوهات القصيرة الممتعة، توسعت “بايت دانس” على مر السنين لتتجاوز أعمالها الأساسية الترفيه عبر الإنترنت، وإن كانت نجاحاتها متفاوتة، ورغم أنها تظل الشركة الناشئة الأكثر قيمة في العالم، فقد تقلصت قيمتها السوقية نتيجة الضغوط البيعية العنيفة التي واجهتها أسهم التكنولوجيا العالمية، وربما تسعى الشركة لتحقيق نمو في مجالات جديدة.

 

تمتد استثماراتها إلى قطاعات تبدأ من التعليم وروبوتات التنظيف إلى سلاسل الوجبات السريعة والقهوة، وفي بداية العام الجاري، قلصت الشركة الناشئة التي تتخذ من بكين مقراً لها حجم ذراعها الاستثماري بعد أن هدد المنظمون بالتضييق على فورة الصفقات التي تبرمها الشركات التكنولوجية العملاقة سنوياً.

اترك تعليقا