أقدمت شركتا الاستثمار المباشر بيرميرا وبلاكستون على ضخ استثمارات جديدة في قطاع التكنولوجيا العقارية بالمنطقة عبر الاستحواذ على حصة بقيمة 525 مليون دولار في شركة «بروبرتي فايندر».
وتأتي الصفقة من خلال شراء جزء من أسهم شركة «جنرال أتلانتيك» الأميركية التي دخلت في هيكل ملكية الشركة عام 2018، ووفقًا لمصادر قريبة من العملية، تصل القيمة الإجمالية لـ«بروبرتي فايندر» إلى نحو ملياري دولار.
وتولت بيرميرا قيادة الاستثمار عبر مساهمة بلغت 350 مليون دولار، مستندة إلى خبرتها في قطاع الإعلانات المبوبة في أسواق مختلفة حول العالم.
وتركز الشركة في أعمالها على السوق الإماراتية، وبشكل خاص دبي التي تشهد دورة انتعاش قوية في قطاع العقارات.
وتشير بيانات شركة «ريدين» لأبحاث السوق إلى ارتفاع أسعار القدم المربعة في دبي بنسبة 68% خلال ست سنوات، في ظل نمو سكاني تجاوز أربعة ملايين نسمة بزيادة 20% منذ 2018.
ويرى مايكل لحياني مؤسس «بروبرتي فايندر» والرئيس التنفيذي، أن التوسع السكاني يمثل المحرك الأساسي للطلب العقاري، متوقعًا أن يحافظ السوق على وتيرة نمو تفوق 20% خلال العامين المقبلين قبل أن تعود المعدلات إلى مستويات أكثر استقرارًا.
ورغم المؤشرات الإيجابية، حذرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من مخاطر التباطؤ مع دخول وحدات جديدة إلى السوق في النصف الثاني من العام.
وشهد تاريخ دبي العقاري بالفعل فقاعتين كبيرتين، الأولى بعد أزمة 2008 والثانية عقب موجة الاستثمارات الإقليمية التي انتهت بتباطؤ في 2015.
وتكشف بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي عن تسجيل أكثر من 125 ألف صفقة عقارية في النصف الأول من 2025، بزيادة 26% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وتعتبر بيرميرا وبلاكستون أن العوائد الإيجارية المرتفعة ومستويات الإشغال المنخفضة تدعم جاذبية الاستثمار، خاصة أن منصات الإعلانات المبوبة عادة ما تحتفظ بأدائها حتى في فترات التباطؤ.
وإلى جانب السوق الإماراتية، تدير «بروبرتي فايندر» عمليات في السعودية ومصر وقطر والبحرين.
ويشير ديفيد إيرلونغ، الشريك في بيرميرا، إلى أن سوق الإعلانات العقارية في الإمارات ما زال في مرحلة نمو مقارنة بالأسواق الأكثر نضجًا.
أما بول موريسي، رئيس قطاع النمو في بلاكستون أوروبا، فيرى أن إمكانات دبي والخليج بشكل عام تجعل المنطقة وجهة رئيسية للاستثمارات طويلة الأجل.
وتعود قوة السوق إلى مجموعة من العوامل، أبرزها قرارات الإمارات بفتح الحدود مبكرًا أمام المستثمرين والسياح بعد جائحة 2020، إضافة إلى إصلاحات أنظمة الإقامة وتأشيرات العمل، كما لعبت الحرب الروسية الأوكرانية دورًا في جذب مستثمرين جدد، إلى جانب دخول فئات جديدة من المشترين القادمين من قطاع العملات الرقمية.
