
قال بيل جيتس المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، إن الذكاء الاصطناعي قادر حاليًا على استبدال البشر في المهام البسيطة، لكنه لا يزال غير مؤهل للتعامل مع أكثر المهام تعقيدًا في مجال البرمجة، بحسب تصريحاته التي أدلى بها في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأمريكية.
وأشار جيتس إلى وجود انقسام بين خبراء المجال حول مدى اقتراب الذكاء الاصطناعي من القدرة على تنفيذ المهام البرمجية المعقدة، وبعضهم يعتقد أن هذا الإنجاز قد يتحقق خلال عام أو عامين، في حين يرى آخرون أنه قد يستغرق عقدًا كاملًا؛ لكنه شدد على أن تطور الذكاء الاصطناعي يجري بسرعة “تفاجئه”.
وخلال المقابلة التي تتوفر على يوتيوب، قال جيتس: “الناس يتحدثون عن كتابة الشيفرة، والمهام البرمجية البسيطة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر فيها اليوم؛ أما المهام المعقدة، فلا يزال غير قادر على أدائها”.
وأضاف: “وهناك جدل بين المختصين إن كنا سنصل إلى هذه القدرة خلال عامين أو عشرة أعوام؛ لكن الذكاء الاصطناعي يتحسن بوتيرة مفاجئة، خصوصًا فيما يتعلق بقدرته على إجراء بحوث معمقة، وفي بعض الأحيان، أطرح سؤالًا معقدًا على الذكاء الاصطناعي، فقط للاختبار، وأجد أنه يقوم بعمل جيد جدًا في جمع المواد وتلخيص ما أحتاج إلى معرفته”.
وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على أنواع مختلفة من الوظائف، أوضح جيتس أن هناك تباينًا في التعاريف، وأردف: “يمكن أن تسأل: متى يصبح الذكاء الاصطناعي جيدًا بما يكفي ليؤدي مهامًا مثل وظائف المبيعات أو الدعم الفني عبر الهاتف، بحيث يصبح أرخص وأدق بكثير من الإنسان؟ هذا يندرج تحت بند استبدال العمالة”.
وبحسب جيتس، يمكن النظر إلى أكثر الأمور إبداعًا التي يقوم بها البشر، مثل تطوير دواء جديد لعلاج السل، حيث يطرح سؤالًا: “هل يساعد الذكاء الاصطناعي البشر على إنجاز ذلك، أم سيقوم به نيابة عنهم؟”.
أمَّا عن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الوظائف المعتمدة على التعرف على الأنماط، فرد جيتس بالقول: “عندما تتحسن الإنتاجية، يمكنك إنتاج المزيد؛ وانخفاض الإنتاجية أمر سيئ، وارتفاعها أمر جيد”، مضيفًا: “هذا يعني أنه يمكننا تخصيص المزيد من الأفراد لتقليل عدد الطلاب في الفصول الدراسية، أو إتاحة إجازات أطول، أو زيادة القدرة على تقديم المساعدة؛ لذا فهذا ليس شيئًا سلبيًا، والسؤال هو: هل سيحدث ذلك بسرعة كبيرة لدرجة لا تتيح للمجتمع التكيف معه؟”.
وفي المقابل، أشار إلى أن الوظائف اليدوية قد تتأثر لاحقًا أيضًا، مع تطور قدرات الأذرع الروبوتية، وقال: “عندما تتحسن الأذرع الروبوتية، وهو أمر لم يتحقق بعد، سيبدأ التأثير في شرائح أوسع من القوى العاملة، نحن أمام تغييرات عميقة”..
وأضاف جيتس أنه يعمل مع شركتي مايكروسوفت و”أوبن إيه آيه” في هذه المجالات، مؤكدًا على أهمية توسيع استفادة الدول منخفضة الدخل من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجالات الصحة والتعليم والزراعة.