المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

بين الحظر والانتقادات والدعاوى القضائية.. “روبلوكس” في مرمى الاتهامات

اشتهرت مؤخرًا “لعبة روبلوكس”، والتي تستهدف الأطفال من شتى أنحاء العالم، وتمنح مستخدميها فرصة فريدة لإنشاء ألعابهم الخاصة، أو خوض مغامرات صممها آخرون.

وتأسست منصة “روبلوكس” للألعاب والإبداع عبر الإنترنت عام 2004، وتتيح للمستخدمين اللعب وإنشاء ومشاركة التجارب الافتراضية.

وتُعدّ “روبلوكس” واحدة من أشهر منصات الإنترنت للأطفال، “حيث تُقدّم عالمًا نابضًا بالحياة من الألعاب التفاعلية، واللعب التخيلي، والتعبير الإبداعي عن الذات”، وفقًا لمعهد سلامة الأسرة على الإنترنت غير الربحي.

تحذيرات حظر

ورغم أنّها لم تلقى رواجًا في الدول العربية إلا مؤخرًا؛ إلا أنَّ خاصية الدردشة داخل اللعبة التي كانت مصممة كأداة للتواصل أصبحت أداة خطرة، إذ يجد الأطفال تحديدًا أنفسهم أمام تنمّر إلكتروني، واختطاف قد يصل إلى الاغتصاب في أحيانٍ كثيرة.

وفي مصر، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من بعض هذه الألعاب التي وصفها بأنها تسرق أوقات الشباب وتحبسهم في فضاءات رقمية مليئة بالمخاطر الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أنها قد تنمي لديهم سلوكيات عنف وتعرضهم لأضرار نفسية وأسرية واجتماعية خطيرة.

وفي قطر، حظرت السلطات القطرية لعبة روبلوكس، استجابةً لمطالب شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك نظرًا لما تشكله من خطر على الأطفال، وفق ما نقلته صحف محلية.

ونقلت تلك الصحف عن عدد من الآباء ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، قولهم إن “روبلوكس” وغيرها من المنصات التفاعلية “لم تعد مجرّد ألعاب، بل تحولت إلى مجتمعات رقمية مفتوحة يعيش فيها الأطفال تجارب حقيقية، ما يُعرّضهم لخطر التحرش والاستغلال الجنسي”.

وجاءت الخطوة القطرية بعد أن اتخذت دول عدة، من بينها الصين وتركيا وسلطنة عمان وكوريا الشمالية، الخطوة ذاتها.

وبررت تلك الدول حظر اللعبة لأسباب تتعلق بالرقابة على المحتوى، واحتوائها على عناصر تشجع السلوكيات غير اللائقة بين الأطفال، وكذلك بهدف الحفاظ على السلامة النفسية والرقمية للأطفال.

دعاوى قضائية

وفي العام الجاري 2025، واجهت “روبلوكس” دعاوى قضائية وردود فعل عنيفة، لـ”عدم بذلها جهودًا كافية لحماية الأطفال”، أثناء استخدامهم لخدمات الألعاب التي توفرها، واتهامات بـ”استضافة محتوى إباحي واستدراج الأطفال، والتحريض على العنف”.

ورفعت ولاية لويزيانا الأمريكية في أغسطس الماضي، دعوى قضائية تتهم فيها شركة “روبلوكس” بتسهيل استغلال الأطفال.

وتزعم الدعوى التي أقامتها المدعية العامة لولاية لويزيانا ليز موريل، أن شركة روبلوكس، ومقرها وادي السيليكون، تُسهّل توزيع مواد إباحية للأطفال واستغلال القاصرين.

وأكدت موريل في بيان لها أن “منصة روبلوكس مليئة بالمحتوى الضار والمتحرشين بالأطفال، لأنها تُعطي الأولوية لنمو عدد المستخدمين والإيرادات والأرباح على سلامة الأطفال”.

وفي يوليو، رُفعت دعوى قضائية في ولاية “أيوا” الأمريكية بعد مزاعم بأن فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تعرّفت على متحرش بالغ عبر المنصة، ثم اختُطفت وهُرّبت عبر ولايات متعددة وتعرضت للاغتصاب.

واعتقلت السلطات الأمريكية في فلوريدا امرأة تبلغ 36 عامًا بتهمة الشروع في القتل وإساءة معاملة الأطفال، بعد أن وجهت عبر لعبة Roblox ابنتها البالغة 10 سنوات لمحاولة قتل رضيع عمره شهران.

ووفقاً لتقرير الشرطة، فقد طلبت تارا أليكسيس سايكس من ابنتها إغراق الطفل أو حرقه بالماء الساخن أو إسقاطه على الأرض، ما أسفر عن إصابته بكسر في الجمجمة بعد أن أسقطته الطفلة.

وكشف التحقيق كشف أن سايكس حرضت ابنتها أيضًا على قتل البالغين الذين كانت تعيش معهم، عبر طعنهم أو إشعال النار في المنزل، لكن الطفلة لم تنفذ ذلك.

ووصفت الشرطة القضية بأنها “مروعة وغير مسبوقة”، مؤكدة أن الطفلة لن تُوجَّه إليها تهم، فيما تواصل السلطات التحقيق مع الأم المحتجزة من دون كفالة.

الحارثي: التوعية بمخاطر اللعبة ضروري.. والمنع الحل الأفضل في بعض الحالات

وأكد المهندس محمد الحارثي خبير تكنولوجيا المعلومات، أن لعبة “روبلوكس” تمتلك قدرة على جذب الأطفال من خلال فهم اهتماماتهم ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخلها، ما يضع الطفل في حالة تحدٍ دائم.

وأضاف في تصريحات لموقع “تكنولدج” أن الطبيعة التشاركية للعبة تمنح الأطفال فرصًا متعددة لتجربة أكثر من مستوى بصري وتفاعلي، وهو ما يعزز من إقبالهم عليها، إلى جانب الحماس الذي يسيطر عليهم أثناء لعبها.

وفيما يتعلق بخاصية الدردشة، أوضح الحارثي أن المنصة قادرة تقنيًا على ضبط المحادثات، عبر رصد الكلمات الضارة ومنعها أو حظرها.

وأشار إلى أن فرض الحظر يُلزم المنصات المختلفة بتقييد محتواها، لكن يمكن أيضًا الضغط عليها لتوظيف تقنيات متطورة لملاحقة المستخدمين الذين يستغلون الأطفال، معتبرًا أن الحظر قد يصبح حلاً ضرورياً في حال عدم التزام المنصات بالقواعد التي تحافظ على المجتمع.

وشدد الحارثي على أن التحذيرات أو قرارات الحظر ليست مبالغًا فيها، لاسيما أن المنصة تعاني من مشكلات عديدة، وتستنزف أوقات الأطفال بشكل مبالغ فيه، في وقت يجد فيه الأهل صعوبة في السيطرة على أبنائهم ومنعهم من الاستمرار في اللعب.

وفيما يخص سبل الوقاية، نصح الحارثي بضرورة ضبط مدة بقاء الأطفال على المنصة، ومراقبة سلوكهم بشكل مستمر، وعدم تركهم يلعبون بمفردهم في أماكن مغلقة.

وختم تصريحاته لـ”تكنولدج” بالقول إنَّ “التوعية تمثل الخيار الأمثل، غير أن المنع قد يكون ضروريًا في بعض الحالات”.

“روبلوكس ممونتس”

وأعلنت “روبلوكس” في 5 سبتمبر عن طرح ميزات جديدة تشمل مقاطع فيديو قصيرة وأدوات بالذكاء الاصطناعي.

وتتيح الميزة الجديدة Roblox Moments، للمستخدمين من سن 13 عامًا فأكثر إنشاء مقاطع فيديو من تجربتهم داخل الألعاب ومشاركتها عبر موجز خاص داخل المنصة.

وأكدت الشركة أن المقاطع القادمة من ألعاب مخصصة للكبار لن تكون متاحة إلا للمستخدمين المسموح لهم بدخول تلك الألعاب.

كما ستخضع جميع المقاطع لعمليات مراجعة، مع تمكين المستخدمين من الإبلاغ عن أي محتوى غير مناسب.

أما تقنيات الذكاء الاصطناعي فسيتم توفيرها قبل نهاية العام، حيث سيتمكن المستخدمون من تصميم عناصر ثلاثية الأبعاد متقدمة — مثل شاحنات خيالية — تتماشى مع الطابع البصري للألعاب التي يبنونها، مؤكدًا أنَّ هذه الإبداعات ستخضع أيضًا لعمليات مراقبة.

ونفت الشركة الادعاءات بالقول إنّها لا تحمي الأطفال من المحتوى الضار، مؤكّدة أنها لا تعرض مستخدميها عمدًا لأي مخاطر؛ كما أعلنت مؤخرًا عن توسيع برنامج تقدير الأعمار الذي أطلقته في يوليو الماضي.

اترك تعليقا