
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جدلًا بتصريحاته حول مشروع ضخم لشركة “ميتا بلاتفورمز” في ولاية لويزيانا، بعدما كشف أن الشركة تعتزم إنفاق ما يصل إلى 50 مليار دولار على إنشاء مركز بيانات عملاق في المناطق الريفية هناك.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء، أبدى ترمب دهشته من الرقم الذي وصفه بـ”المذهل”، موضحًا أنه لم يقتنع إلا بعدما شاهد رسمًا توضيحيًا قدّمه له الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ، يظهر المركز بمقياس يُقارَن بأفق مانهاتن لتوضيح ضخامته.
وقال ترمب: “عندما ترى هذا الحجم، ستدرك سبب الكلفة الخيالية”.
ورغم أن “ميتا” لم تؤكد الرقم الذي ذكره ترمب، وأحجمت عن التعليق على تصريحاته، فإنها أعلنت سابقًا أن استثمارها في المشروع المعروف باسم “هيبيريون Hyperion” سيتجاوز 10 مليارات دولار فقط.
ويعد المشروع جزءًا من سباق الشركة لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي عبر بناء مراكز بيانات فائقة الطاقة.
وأشار ترمب إلى أن الشركات الأمريكية أصبحت قادرة على تشييد مراكز بيانات بهذا الحجم “لأننا نتيح لها إنشاء محطات كهرباء خاصة بها”، في إشارة إلى البنية التحتية اللازمة لتشغيل مثل هذه المنشآت.
وكانت وكالة “بلومبرج” قد ذكرت في وقت سابق من الشهر أن “ميتا” استعانت بكل من باسيفيك إنفستمنت مانجمنت وبلو أول كابيتال لقيادة صفقة تمويل بقيمة 29 مليار دولار لتغطية تكاليف المشروع، وهي أضخم حزمة تمويل مرتبطة بمركز بيانات للذكاء الاصطناعي حتى الآن.
معترك السياسة
وفي سياق آخر؛ تخطط شركة ميتا لإطلاق لجنة عمل سياسي Super PAC لدعم المرشحين في ولاية كاليفورنيا الذين يتبنون نهجًا مرنًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي، وفق ما ذكرت مجلة بوليتيكو.
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع التزامات من عمالقة آخرين في وادي السيليكون، مثل أندريسن هورويتز وغريغ بروكمان (المؤسس المشارك لشركة أوبن إيه آي)، الذين تعهدوا بتخصيص 100 مليون دولار لإنشاء لجنة سياسية مماثلة داعمة للذكاء الاصطناعي.
وستضخ “ميتا” عشرات الملايين في لجنتها الجديدة، التي تحمل اسم “تعبئة التحول الاقتصادي عبر كاليفورنيا بحسب بوليتيكو.
وأكد براين رايس، نائب رئيس الشركة للسياسات العامة ورئيس اللجنة الجديدة، أن البيئة التنظيمية في سكرامنتو “قد تخنق الابتكار، وتعيق التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعرض ريادة كاليفورنيا التكنولوجية للخطر”.
وكانت جهود الضغط التي مارستها الشركة في وقت سابق من هذا العام قد استهدفت مشروع قانون SB-53 الذي تقدم به السيناتور سكوت وينر، والذي ينص على إلزام شركات الذكاء الاصطناعي بنشر بروتوكولات تتعلق بالسلامة والأمن، وتقديم تقارير عند حدوث حوادث مرتبطة بالسلامة.
وفي العام الماضي، لعبت “ميتا” دورًا رئيسيًا في إفشال قانون سلامة الأطفال على الإنترنت، الذي كان متوقعًا أن يمرّ بسهولة.
وقدّمت الشركة بالفعل تبرعات لعدد من المرشحين في انتخابات محلية من الحزبين. أما اللجنة الجديدة، فتمثل خطوة أوسع للتأثير في الانتخابات على مستوى الولاية، بما في ذلك سباق حاكم كاليفورنيا المقرر عام 2026.