المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

“جوجل” تراهن على مسار الشركات الناشئة الصغيرة لمواجهة شراكة “إنفيديا” و”أوبن إيه آي”

أعلنت شركتا “إنفيديا” و”أوبن إيه آي”، عن شراكة ضخمة بقيمة 100 مليار دولار، تمثل أحدث الصفقات الكبرى التي تعيد تشكيل مشهد البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

وتتضمن الصفقة حصصًا غير مصوتة مرتبطة بمشتريات ضخمة من الشرائح الحاسوبية، إضافة إلى توفير قدرة حوسبة تكفي أكثر من 5 ملايين منزل أمريكي، ما يعمّق العلاقة بين اثنين من أبرز اللاعبين في هذا القطاع.

في المقابل، تراهن “جوجل كلاود” على مسار مغاير تمامًا؛ فبينما تعزز الشركات الكبرى شراكاتها العملاقة، تركز جوجل على استقطاب الجيل الجديد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة قبل أن تصبح ضخمة ويصعب التنافس على كسبها.

ويسرد وفرانسيس دي سوزا مدير العمليات في “جوجل كلاود” والرئيس التنفيذي السابق لشركة “إلومينا” المتخصصة في علم الجينوم بالأرقام أنَّ 9 من بين أكبر 10 مختبرات للذكاء الاصطناعي تستخدم بنية جوجل التحتية، ومعظم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة ذات التقييمات المليارية تعمل على خدماتها السحابية.

وأضاف: “كما أن 60% من الشركات الناشئة في هذا المجال حول العالم اختارت جوجل مزودًا رئيسيًا، في حين حصلت الشركة على التزامات إيرادات جديدة بقيمة 58 مليار دولار خلال العامين المقبلين، أي أكثر من ضعف معدل إيراداتها السنوية الحالية”.

وعندما سُئل عن نسبة إيرادات جوجل كلاود من شركات الذكاء الاصطناعي، أجاب بأن “الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق الحوسبة السحابية، وجوجل كلاود تقود الطريق، خصوصًا مع الشركات الناشئة”.

وتجسد صفقة “إنفيديا–أوبن إيه آي” حجم موجة التمركز والاندماج التي تجتاح القطاع؛ فقد ارتفع استثمار مايكروسوفت الأولي في “أوبن إيه آي” من مليار دولار إلى نحو 14 مليارًا، بينما ضخت “أمازون” 8 مليارات دولار في شركة “أنثروبيك” مقابل تخصيصات عميقة في العتاد.

أمَّا “أوراكل” فقد فاجأت الجميع بصفقة قيمتها 30 مليار دولار مع “أوبن إيه آي”، أعقبها التزام بقيمة 300 مليار دولار على مدى 5 سنوات تبدأ في 2027.

وحتى ميتا، على الرغم من بنائها بنيتها الخاصة، وقعت صفقة بـ10 مليارات دولار مع “جوجل كلاود”، مع خطط لإنفاق 600 مليار دولار على البنية التحتية في الولايات المتحدة حتى 2028.

وفي السياق ذاته، يبرز مشروع «ستارجيت» الأمريكي بقيمة 500 مليار دولار، الذي يضم “سوفت بنك” و”أوبن إيه آي” و”أوراكل”، كجزء من شبكة هذه التحالفات المتداخلة.

وتبدو هذه الصفقات العملاقة مقلقة لـ”جوجل”، إذ توحي بأن بعض المنافسين الكبار يُقصونها من لعبة الشراكات؛ لكن الشركة لا تقف مكتوفة الأيدي، إذ تتجه نحو توقيع اتفاقيات مع شركات ناشئة مثل “لافابل” و”ويندسورف” باعتبارها “شركاء حوسبة رئيسيين” من دون ضخ استثمارات مقدمة كبيرة.

وتعكس هذه الاستراتيجية مزيجًا من الفرص والضرورات، في سوق يمكن للشركات فيه أن تقفز بسرعة من ناشئة صغيرة إلى مليارية؛ ولذا، ترى “جوجل” أن الفوز بالجيل المقبل قد يكون أكثر قيمة من التنافس على عمالقة اليوم.

وتقدم “جوجل” لهذه الشركات حزمة مغرية تشمل 350 ألف دولار من أرصدة الحوسبة السحابية، وإمكانية الوصول إلى فرقها التقنية، ودعمًا تسويقيًا عبر منصتها.

كما توفر ما تصفه بـ”بنية ذكاء اصطناعي بلا تنازلات” تمتد من الشرائح إلى النماذج وصولًا إلى التطبيقات، مع “نهج مفتوح” يمنح العملاء حرية الاختيار على مختلف المستويات.

ويقول دي سوزا: “الشركات تحب أنها تحصل على إمكانية الوصول إلى تقنياتنا وفِرقنا، إضافة إلى بنية تحتية بمستوى جوجل”.

وفي خطوة أخرى، كشفت تقارير عن توسع “جوجل” في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة، عبر صفقات لوضع وحداتها المعالجة “TPU” في مراكز بيانات لمزودين آخرين، من بينها اتفاق مع شركة “فلويدستاك” بلندن يتضمن دعمًا ماليًا يصل إلى 3.2 مليار دولار لمرفق جديد في نيويورك.

ورغم أن “جوجل” تنافس شركات الذكاء الاصطناعي عبر نماذجها الخاصة مثل “جيميني”؛ إلا أنها في الوقت نفسه تستضيف نماذج منافسة مثل “كلود” من “أنثروبيك” على منصتها “فيرتكس AI”، وتوفر شرائحها لشركات مثل “أوبن إيه آي”، ويصف دي سوزا العلاقة مع “أنثروبيك” بأنها “شراكة متعددة المستويات”، رغم امتلاك الشركة الأم “ألفابت” حصة 14% في أنثروبيك.

ويضيف دي سوزا: “اخترنا على مدى سنوات أن نكون منفتحين على كل المستويات، حتى لو استُخدمت تقنياتنا لبناء منافسين، وهذا أمر نتقبله”.

اترك تعليقا