المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

جوجل في موقف دفاعي.. هل الذكاء الاصطناعي يقتل حركة البحث؟

نفت “جوجل” أن تكون ميزات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي والدردشة الآلية قلّصت زيارات المستخدمين إلى مواقع الناشرين، مؤكدة أن حجم النقرات المجانية القادمة من محرك البحث إلى المواقع الإلكترونية لا يزال “مستقرًا نسبيًا” على أساس سنوي، وأن جودة النقرات ارتفعت قليلًا.

وقالت ليز ريد، نائبة الرئيس ورئيسة قسم البحث في جوجل، في منشور جديد على مدونة الشركة: “تتناقض هذه البيانات مع تقارير خارجية غير دقيقة تشير إلى انخفاضات حادة في حركة المرور الكلية، وغالبًا ما تستند تلك التقارير إلى مناهج معيبة أو حالات معزولة أو تغييرات طرأت قبل إطلاق ميزات الذكاء الاصطناعي في محرك البحث”.

ورغم أن “جوجل” لم تنشر بيانات مفصّلة تدعم استنتاجاتها، فإن افتراض صحة ما ذكرته لا ينفي بالضرورة وجود تأثير فعلي للذكاء الاصطناعي على المشهد الرقمي.

وحتى “جوجل” نفسها اعترفت ضمنيًا بذلك، حيث أشارت ريد إلى أن “اتجاهات المستخدمين تتغير، ما يؤدي إلى تحوّل حركة المرور إلى مواقع مختلفة، وانخفاضها في مواقع أخرى”.

كلمة “مواقع” هنا، دون تحديد عددها، تتحمّل عبئًا كبيرًا في النص؛ فـ”جوجل” لا تفصح عن عدد المواقع التي شهدت انخفاضًا أو زيادة في الزيارات، في حين أن منصات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” سجّلت ارتفاعًا واضحًا في حجم الاستخدام خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما لا يُلغي حقيقة أن العديد من الناشرين الرقميين يتضررون بشدة.
وأعادت جوجل هيكلة محرك البحث تدريجيًا ليقدّم إجابات مباشرة على صفحة النتائج، وهو ما يتجلّى حاليًا من خلال ميزة “لمحات الذكاء الاصطناعي” التي تظهر في أعلى النتائج، بالإضافة إلى إمكانية التفاعل مع روبوت دردشة في بعض الاستعلامات.

ومع ذلك، تنفي الشركة أن تكون هذه التغييرات قد أعادت تشكيل المشهد الرقمي بشكل جذري، مشيرة بدلًا من ذلك إلى أن المستخدمين يفضّلون الآن التوجه إلى مواقع أخرى لبدء بحثهم.

وتقول ريد: “الناس يبحثون بشكل متزايد عن مواقع تحتوي على منتديات، أو مقاطع فيديو، أو بودكاست، أو منشورات تتضمّن آراء وتجارب شخصية”.

ويبدو أن “جوجل دوت كوم” لم يعد المحطة الأولى للمستخدمين على الإنترنت، وهو أمر كان معروفًا منذ عام 2022، عندما صرّح أحد كبار التنفيذيين في الشركة بأن تطبيقات مثل “تيك توك” و”إنستجرام” بدأت تقضم من حصّة “جوجل” في البحث والخرائط.

وقال برابهكار راغافان، نائب الرئيس الأول في جوجل آنذاك (وهو الآن كبير تقنيي الشركة): “في دراساتنا، قرابة 40% من الشباب حين يبحثون عن مكان لتناول الغداء لا يستخدمون جوجل أو خرائط جوجل، بل يذهبون إلى تيك توك أو إنستجرام”.

ولطالما عبرت جوجل عن قلقها من أن أمازون أصبحت الوجهة الأولى لبدء البحث عن المنتجات، فيما تحوّل موقع Reddit، إلى المصدر الرئيسي للمعلومات والنقاشات المتخصصة، ومن هنا، أضافت جوجل مؤخرًا فلترًا خاصًا بـ” Reddit”، الذي أصبح الآن يظهر تحت مسمى “منتديات” لتسهيل الوصول إلى هذا النوع من المحتوى.

وتُقدّم جوجل الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة للناشرين وليس تهديدًا، إذ تقول ريد: “مع لمحات الذكاء الاصطناعي، يرى المستخدمون روابط أكثر على الصفحة مقارنة بالسابق، والمزيد من الاستعلامات والمزيد من الروابط يعني فرصًا أكثر لظهور المواقع وتلقيها للنقرات”.

لكن الواقع مختلف؛ فبحسب دراسة حديثة أعدّتها شركة Similarweb، فإن نسبة عمليات البحث الإخباري التي لا تؤدي إلى أي نقرة على مواقع إخبارية ارتفعت من 56% عند إطلاق “لمحات الذكاء الاصطناعي” في مايو 2024 إلى 69% في مايو 2025.

يبدو أن جوجل تدرك هذا التراجع، إذ أطلقت مؤخرًا منتجًا موجهًا للناشرين لمساعدتهم على تحقيق دخل بوسائل أخرى غير الإعلانات التقليدية، مثل الدفع المصغر أو الاشتراك في النشرات الإخبارية.

لكن التوقيت الذي اختارته جوجل لتأكيد أن “الذكاء الاصطناعي ليس نهاية حركة البحث” يثير تساؤلات أكثر مما يطمئن، وكأن الشركة تطلب من الناشرين تجاهل ما يرونه في بياناتهم ومخططاتهم البيانية، والرضا بأن جوجل لا تزال ترسل “مليارات من النقرات إلى المواقع” يوميًا، كما تدّعي.

اترك تعليقا