
تستعد شركة “ميتا” لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تركز على توليد الصور والفيديوهات والنصوص، في خطوة تعكس تصاعد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على قيادة سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.
النموذج الخاص بالمحتوى المرئي يحمل الاسم الرمزي “مانجو”، في حين يحمل النموذج اللغوي الجديد الاسم الرمزي “أفوكادو”، ومن المتوقع أن ترى هذه المشاريع النور خلال النصف الأول من 2026، وفق مصادر مطلعة على خطط الشركة الداخلية.
وخلال اجتماع داخلي عُقد الأسبوع الماضي، كشف أليكسندر وانج، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في “ميتا”، إلى جانب كبير مسؤولي المنتجات كريس كوكس، أن نموذج “أفوكادو” سيركز على تعزيز قدراته في كتابة الشيفرات البرمجية، وهو ما يعكس سعي الشركة لتعزيز موقعها في سباق النماذج اللغوية المتقدمة، الذي أصبح محورًا رئيسيًا في صناعة الذكاء الاصطناعي العالمي.
وأضاف وانج أن “ميتا” لا تزال تدرس تطوير ما يُعرف بـ”نماذج العالم”، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي تتعلم فهم البيئة المحيطة بها عبر الصور والفيديوهات وبيانات المستشعرات، لتتمكن من بناء تصورات دقيقة عن العالم الحقيقي وطبيعة تفاعله.
ويعتبر هذا التوجه خطوة نحو تمكين الذكاء الاصطناعي من محاكاة الفهم البشري للواقع، بما يسهم في تطوير روبوتات وسيارات ذاتية القيادة وأنظمة ذكية أكثر قدرة على التفاعل مع العالم بمرونة تشبه البشر.
وتعكس هذه التحركات استراتيجيات موسعة أجرتها “ميتا” خلال الأشهر الماضية، إذ أطلقت الشركة إعادة هيكلة شاملة لفريق الذكاء الاصطناعي تحت مظلة Meta Superintelligence Labs، مع تعيين ألكسندر وانج على رأس القسم الجديد.
وشهدت الفترة الأخيرة حملة توظيف موسعة قادها مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، أسفرت عن انضمام أكثر من 20 باحثًا سابقًا في OpenAI، بالإضافة إلى تشكيل فريق يضم أكثر من 50 خبيرًا ومهندسًا في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وفي مجال توليد المحتوى المرئي، يتصاعد السباق بين الشركات الكبرى لتقديم أدوات مبتكرة للمستخدمين؛ ففي سبتمبر الماضي، أطلقت “ميتا” أداة لتوليد الفيديو باسم Vibes بالتعاون مع شركة Midjourney، وبعد أقل من أسبوع أطلقت OpenAI مولد الفيديو الخاص بها باسم Sora.
أما جوجل، فقد شهدت أداة Nano Banana لتوليد الصور ارتفاعًا حادًا في أعداد المستخدمين النشطين، من 450 مليون مستخدم في يوليو إلى أكثر من 650 مليون مستخدم بحلول نهاية أكتوبر، قبل أن تطلق نسختها الثالثة من نماذج Gemini 3 في نوفمبر.
وفي الوقت نفسه، أعلنت OpenAI عن تفعيل ما أسمته “الكود الأحمر” لتعزيز جودة منتجاتها في مجال توليد الصور، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه التقنية بالنسبة للمستهلكين، كونها تمثل ميزة رئيسية تجذب المستخدمين وتعيدهم باستمرار إلى المنصات التي توفرها.




