المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

رئيس إنستجرام ينفي تجسس “ميتا” على المستخدمين عبر الميكروفون

في محاولة جديدة لوضع حد لنظرية المؤامرة المستمرة، نفى رئيس إنستجرام، آدم موسيري، عبر حسابه على المنصة، أن شركة “ميتا” تقوم بالتنصت على مستخدميها سرًا من خلال تفعيل ميكروفونات هواتفهم، بهدف استهدافهم بإعلانات موجهة بدقة مدهشة، ورغم أن الشركة سبق أن أنكرت هذه المزاعم في مناسبات عديدة، إلا أن انتشار الفكرة لا يزال مستمرًا بين الجمهور.

لكن المفارقة أن تصريح موسيري الأخير يأتي في وقت أعلنت فيه “ميتا” أنها ستبدأ قريبًا في استخدام البيانات الناتجة عن تفاعل المستخدمين مع منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لاستهدافهم بإعلانات عبر تطبيقاتها المختلفة.

بمعنى آخر، إذا كانت الشركة لا تحتاج إلى تسجيل المحادثات الصوتية سابقًا لتحقيق هذه الدقة في استهداف الإعلانات، فهي بالتأكيد لن تحتاج لذلك في المستقبل، في ظل قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

ويقول موسيري إنه أجرى العديد من المحادثات حول هذا الموضوع مع أصدقاء ومستخدمين، حتى أن زوجته أثارت الأمر معه، مشيرة إلى مدى دقة الإعلانات التي تظهر لها، ما يعزز الشكوك لدى البعض بأن “ميتا” لا بد أنها تستمع إليهم.

وبالنسبة للكثيرين، فقد مروا بتجربة تصفح تطبيقات الشركة ثم رؤية محتوى أو إعلان عن منتج لم يتحدثوا عنه فحسب، بل كانوا فقط يفكرون فيه، ما يجعل الأمر يبدو وكأن الشركة تقرأ أفكارهم؛ لكن “ميتا” تصر على أنها لا تلجأ لتسجيل المحادثات، مؤكدة أن دقة إعلاناتها تعتمد على خوارزميات قوية، وليس على تنصت سري.

ويصف موسيري فكرة التنصت بأنها “انتهاك صارخ للخصوصية”، إلا أن ممارسات “ميتا” في مجال الخصوصية كانت دائمًا محل انتقاد، وهو ما يضعف من مصداقية هذه التصريحات لدى البعض.

ويشير موسيري إلى أن المستخدمين يمكنهم معرفة ما إذا كان الميكروفون يعمل من خلال ظهور إشارة على الشاشة، بالإضافة إلى استنزاف ملحوظ في بطارية الهاتف، ما يعني أنه من غير الممكن أن يتم تشغيل الميكروفون خلسة دون أن يلاحظ المستخدم.

وبدلاً من ذلك، يوضح أن ما يجعل النظام الإعلاني فعالًا هو تعاون “ميتا” مع المعلنين، الذين يشاركون بيانات حول زوار مواقعهم الإلكترونية؛ هذا إلى جانب استخدام خوارزميات تربط بين اهتمامات المستخدمين وسلوكيات أشخاص يشبهونهم في التفضيلات، ما يخلق نموذجًا تنبؤيًا عالي الدقة.

لكن الأمور على وشك أن تصبح أكثر تعقيدًا؛ فبدءًا من 16 ديسمبر، ستُحدّث “ميتا” سياسة الخصوصية الخاصة بها في معظم الأسواق، بحيث تسمح باستخدام البيانات الناتجة عن تفاعلات المستخدمين مع منتجات الذكاء الاصطناعي — مثل روبوت المحادثة “Meta AI” — لتحسين استهداف الإعلانات.

وتُعد هذه البيانات أكثر شخصية من مجرد “ما أعجب به أشخاص مشابهون”، إذ يتحدث المستخدمون بشكل أكثر انفتاحًا مع روبوتات الدردشة حول اهتماماتهم وأفكارهم ونشاطاتهم.

ويضيف موسيري أن جزءًا من تفسير دقة الإعلانات قد لا يكون تكنولوجيًا بحتًا، بل متعلق بعلم النفس البشري؛ إذ قد يرى المستخدم إعلانًا قبل أن يجري أي محادثة بشأنه، دون أن ينتبه لذلك؛ ثم تؤثر هذه المشاهدة اللاواعية على ما يفكر فيه أو يتحدث عنه لاحقًا.

واختتم موسيري قائلاً: “نحن نتصفح بسرعة، ونتجاوز الإعلانات دون انتباه، لكننا نستوعب بعضها دون وعي، وهذا قد يؤثر على سلوكنا لاحقًا”.

اترك تعليقا