كريم غنيم يكتب : التحول الرقمي و كفاءة الأداء الاقتصادي .. وجهان لعملة واحدة !

رئيس مجلس إدارة شركة ” KMG ” للاستيراد والتصدير

مثلت جائحة كورونا الدينامو والمحرك للإسراع فى وتيرة التحول الرقمي للدولة المصرية لتطوير الأداء الاقتصادي وتحول المواطن المصري لقبول بعض الأفكار الحديثة كالدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية والتجارة الألكترونية نتيجة ما شهده العالم من ظروف غير طبيعة بسبب الوباء و التوسع فى تطبيق تدابير العزل المنزلي للوقاية من مخاطر العدوي .

 

وأصبحنا جميعا لدينا رغبة فى الحصول علي احتياجاتنا من خلال المواقع الألكترونية مما أدي الي ازدهار كثير من الأعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل قطاع اللوجيستيات وشركات الشحن وزيادة منافذ التحصيل الألكتروني وإصدار محافظ رقمية من البنوك ودخول شركات جديدة فى هذا المجال .

 

كما ساعدت هذه الظروف أيضا كثير من الشباب لفتح مجالات عمل حديثة منها التسويق الإلكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتى أصبحت مصدر دخل جيد لهم وهم يعملون من منازلهم ، كما قامت كثير من السيدات وأصحاب الحرف اليدوية من عرض وتسويق منتجاتهم على المنصات الإلكترونية مما ساعدهم على تنمية دخلهم وفتح أسواق جديدة كان من الصعب الوصول إليها من خلال المنافذ التقليدية.

 

ومما لفت انبتاهي أن هذه الظروف والعوامل المحيطة كانت ملهمة لكثير من شباب مصر الواعد الذين بدأوا بطرح أفكار ومنتجات مبتكرة تحمل علامات تجارية مصرية الأمر الذى ظهر جليا فى مجال الملابس والأكسسوارات وقد ساعدهم فى ذلك استيعاب أهمية التسويق الإلكتروني وقدرتهم على استخدام التكنولوجيا والتواصل مع منصات البيع الإلكتروني والتعاقد مع شركات الشحن التى أصبحت تستخدم تطبيقات على أجهزة الهواتف تسهل من عمليات الشحن وتتبع الطلبات ، بالإضافة إلى تحصيل عوائد المبيعات إلكترونيا من خلال المحافظ الرقمية .

 

وبذلك يتضح لنا أن الدولة المصرية كانت لها رؤية واضحة فى التخطيط للتحول الرقمي واتخاذ إجراءات كثيرة لتسهيل هذا التحول ، فضلا عن الاستثمار فى البنية التحتية اللازمة لذلك .

 

كما يؤكد أيضا أن التحول الرقمي كان سبب فى إتاحة كثير من فرص العمل وخلق مجالات استثمار واعدة بخلاف الاعتقاد السائد بأن التكنولوجيا هي سبب فقدان الأشخاص لوظائفهم ولكن يجب علي الأجيال الأكبر سنا إدراك أن الفرص الجديدة يمكن أن تكون فى مجالات مختلفة تماما عما اعتادوا عليه فى السابق.

 

ولعل من حسن حظ الدولة المصرية أن النسبة الأكبر من السكان من الشباب وهو الجيل الذي أصبح يمتلك من المعرفة التكنولوجية ما يؤهله لفهم العالم الجديد ومفرداته ، وبناءا على ذلك أتوقع أن يكون لشباب مصر موقع ريادي بين شباب العالم فى المستقبل القريب .

 

وفى النهاية يجب أن أعبر عن قناعتي أن التحول الرقمي فى أى دولة هو الوسيلة الأنسب للقضاء على الفساد ، والحل الأمثل لاستغلال الموارد الاقتصادية وإتاحتها بشفافية للجميع .

 

مصر قوية بشبابها وستكون فى مصاف الدول الرائدة اقتصاديا فى عام 2030 .

اترك تعليقا