لتعزيز الابتكار.. المؤسسات القائمة والحاجة للشركات الناشئة

بقلم طارق القاضي، مؤسس قمة تكني
في ظل التطور السريع والتنافسية الشديدة التي يشهدها سوق الأعمال الحالي، أصبحت الشركات الكبيرة وعمالقة الصناعة أكثر وعيا بأهمية الابتكار، والإبداع، والقدرة على التكيف كركائز أساسية في البقاء ودعم استمرارية عملياتها، ولكن يكمن التحدي في مواجهة العوامل سريعة التغير والمجهولة في كلا من الأسواق الناشئة والتقنيات المتطورة، وهنا يأتي دور الشركات الناشئة، التي تساعد في تعزيز تقنيات وعمليات المؤسسات القائمة لزيادة قدرتها على التكيف مع التغيرات ودفعها نحو مستقبل أكثر مرونة واستمرارية، وذلك يرجع إلى المرونة الفطرية وموهبة التفكير المبتكر والجريء الذي تتسم به الشركات الناشئة مما يسمح لهم بمواكبة الاتجاهات الجديدة والاستجابة السريعة لتغيرات السوق.
وبات يشكل الابتكار المؤسسي القوة الدافعة وراء نمو كلا من المؤسسات القائمة والشركات الناشئة، فمن خلال تطوير وتنفيذ استراتيجيات وممارسات وتقنيات مبنية على الابتكار وتعزيز ثقافة الإبداع والقدرة على التكيف، سيتمكن كلا الطرفين من إيجاد حلول عملية تعزز الفاعلية وتحسن العمليات، مؤديا إلى تحقيق الازدهار والتنافسية في سوق دائم التغير. ومع ذلك، يبقى السؤال: كيف يمكن للمؤسسات القائمة الاستفادة بشكل فعال من إمكانات الشركات الناشئة؟، تكمن الإجابة هنا في برنامج الابتكار المؤسسي الفريد التابع لقمة تكني، والذي يمثل منارة أمل للجهود التي تسعى إلى سد الفجوة بين عمالقة الصناعة الراسخة والشركات الناشئة المبتكرة.
ففي قمة تكني، نقوم بتشجيع الابتكار المؤسسي من خلال خلق بيئة من المشاركة المنظمة التي تربط بين المؤسسات القائمة والشركات الناشئة لفتح عالم من الفرص التعاونية، يقوم فيها الطرفين بمشاركة الموارد والمعرفة والإبداع، مما يدفعهما نحو آفاق جديدة من الابتكار والنمو. ومن أهم ما يتميز به برنامج الابتكار المؤسسي المقدم من قمة تكنى هو قدرته على تجاوز تحديات الصناعة في أربع مسارات متميزة، التكنولوجيا الصحية، والتعليم، والتكنولوجيا النظيفة، والعقارات، لتمكين الشركات الناشئة من تطوير حلول مخصصة تعالج التحديات القائمة لدي المؤسسات المشاركة بالبرنامج بشكل مباشر. مما ينتج عنه مزيج قوي من الابتكار، مصمم خصيصًا لإحداث ثورة في الصناعات. ويمثل مسار تكنولوجيا الصحة واحدا من أكثر المسارات نشاطا في برنامج قمة تكنى للابتكار المؤسسي. فقد نجحت شركتي نوفارتس وروش، الرائدتين عالميا في مجال الصحة، من التصدي للتحديات القائمة لديهم بالتعاون مع مجموعة من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية المسجلة بالبرنامج، الذي بلغت مدته3أشهر، والتي تلقت تدريبا بقيادة خبراء من الشركتين لتعميق فهمم لهذه التحديات. وبالفعل نجحت شركتي نوفارتس وروش في التصدي لتلك التحديات بالتعاون مع الشركات الناشئة كشركتي Clinido وSehaTech، وتلقت المبادرة دعما عريضا من القطاعين العام والخاص.
لذلك، فإن الجمع بين قوة المؤسسات والابتكار في الشركات الناشئة ليس مجرد شراكة، إنما هي ضرورة استراتيجية تمكن المؤسسات من الاستفادة من المنظور الجديد، وسرعة الحركة، والأفكار الجريئة التي تقدمها الشركات الناشئة. ويمثل برنامج الابتكار المؤسسي التابع لقمة تكني أكثر من مجرد مسرع للأعمال فهو يوفر منصة وهيكل للمؤسسات والشركات الناشئة للتعاون بشكل فعال لتحقيق ثورة في الصناعات، وبناء مستقبل يميزه الابتكار، الإبداع، والتقدم.

اترك تعليقا