المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

“ماستر بلان 4” من تسلا.. وعود كبيرة بلا تفاصيل!

 

نشرت شركة “تسلا” خطتها الرابعة المسماة “الماستر بلان”، والتي تُركز، على المستوى العام، على طموحات الشركة في قيادة التحول نحو الاعتماد العالمي على الروبوتات البشرية والطاقة المستدامة، لكن الخطة تفتقر إلى عنصر أساسي في أي استراتيجية: التفاصيل.

وحتى الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أقرّ بذلك؛ ففي واحد من تعليقاته القليلة على الخطة منذ نشرها، وسط سلسلة من تغريداته المثيرة للجدل حول قضايا اجتماعية وسياسية، قال إنه من “المنصف” انتقاد غياب التفاصيل، مضيفًا أن الشركة ستضيف المزيد لاحقًا، من دون تحديد إطار زمني.

وعلى خلاف الخطط السابقة، بدت النسخة الأخيرة عامة، ضبابية، وتشبه – في أسلوبها – نصًا جرى توليده بواسطة أداة ذكاء اصطناعي؛ فهي مليئة بعبارات إنشائية أشبه بمحاولات طالب صغير تقليد اللغة الأكاديمية، مثل: “العلامة الفارقة للنظام القائم على الجدارة هي خلق فرص تمكّن كل شخص من استخدام مهاراته لتحقيق ما يتخيله”.

وقد يكون الغموض محاولة لصرف الأنظار عن حقيقة أن “تسلا” لم تُنجز بعد أهداف خطتها الثانية المنشورة عام 2016، ولا حتى الثالثة في 2023.

وتضمنت الخطة الثانية وعودًا محددة: إنتاج سقف شمسي مدمج مع بطارية “يعمل بسلاسة” وتوسيعه عالميًا، ورغم أن الشركة طرحت منتجًا في هذا المجال، إلا أنه واجه مشاكل متكررة وتعديلات متعددة ولم يصل إلى أي انتشار واسع داخل الولايات المتحدة، ناهيك عن العالم.

كما استُخدم هذا الهدف لتبرير استحواذ “تسلا” على “سولار سيتي” – الشركة المتعثرة التي كان يديرها أبناء عم ماسك – وهي صفقة أثارت نزاعات قضائية استمرت سنوات قبل أن تنتصر “تسلا” في النهاية.

على صعيد المركبات، وعدت الخطة الثانية بإطلاق سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مدمجة، وشاحنة نصف نقل، و”بيك آب”، وحافلة كهربائية، وقد نجحت “تسلا” في جزء من ذلك مع “موديل Y”، الذي حقق نجاحًا لافتًا، لكن شاحنة “سيمي” ما زالت قيد التطوير، و”سايبرتراك” فشل في تحقيق أهداف مبيعاته، أما الحافلة الكهربائية فلم ترَ النور.

كما شملت الخطة الثانية وعدين آخرين: جعل سيارات “تسلا” ذاتية القيادة عبر تحديث برمجي، والسماح بضمّها إلى شبكة مشاركة كبيرة؛ لكنّ لم يتحقق أي من ذلك؛ فالخدمة التجريبية للسيارات الذاتية في أوستن، تكساس، ما زالت محدودة بدعوات خاصة، ومع مراقبين بشريين في المقعد الأمامي.

أما تحديثات الأجهزة المتكررة خلال السنوات التسع الماضية فتعني – بحسب اعتراف ماسك نفسه – أن عددًا ضخمًا من سيارات الشركة يفتقر إلى العتاد المناسب ليصبح ذاتي القيادة كما وُعد سابقًا.

أمَّا الخطة الثالثة فقد حملت عنوانًا واسعًا: إثبات أن الاقتصاد المستدام قابل للتحقق، ورغم ضخامتها، دعمتها “تسلا” بورقة بحثية من 41 صفحة تضمنت توقعات كمية وتفصيلية؛ لكن القليل من تلك التوقعات تحقق حتى الآن، بينما أنفق ماسك مئات الملايين لدعم رئيس أمريكي يعارض بشكل صريح الطاقة النظيفة والرخيصة.

وعلى مدار الأعوام الأخيرة، حاول ماسك إعادة تعريف “تسلا” باعتبارها شركة ذكاء اصطناعي وروبوتات، لا مجرد صانعة سيارات؛ ورغم أن هذا صحيح جزئيًا، إلا أن معظم إيراداتها لا تزال تأتي من قطاع السيارات الكهربائية، وهو مجال يزداد صعوبة وتنافسية.

ويعوّل المستثمرون على نجاح هذا التحول، ما ينعكس على تقييم سهم الشركة، ومن هنا جاء الطابع الطموح والمفتوح للـ”ماستر بلان 4″؛ لكن الفارق أن “تسلا” كانت في السابق تقدم أهدافًا واضحة يمكن قياسها، وكان ماسك يخوض بنفسه في التفاصيل، كما فعل حين كتب الخطتين الأولى والثانية، أو حين وقف لأربع ساعات على المسرح مع فريقه التنفيذي لعرض تفاصيل الخطة الثالثة.

ونشرت هذه المرة، “تسلا” خطتها في يوم عطلة فيدرالية، بينما أمضى رئيسها التنفيذي اليوم منشغلًا بإثارة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقا