ذكر تقرير صادر عن شركة مايكروسوفت أن الآثار السلبية المحتملة من الاختراقات الأمنية تأتي ضمن أولويات الشركات بشكل كبير، ويظهر ذلك جلياً في زيادة معدل الإنفاق على الأمن السيبراني بنسبة 11.2% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام 2022.
وتشارك مايكروسوفت في “مؤتمر ومعرض مصر للأمن السيبراني وأنظمة استخبارات المعلومات” لمناقشة أفضل الممارسات التي من شأنها حماية اقتصاد البلاد، وأهم المواضيع الخاصة بملف الأمن السيبراني، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ من النظام الاقتصادي والأمن القومي للدولة المصرية.
كما تشارك مايكروسوفت في المؤتمر لتسليط الضوء على السحابة، والتي أحدثت ثورة غيرت مجرى العمل في العالم وارتقت به إلى مستويات بعيدة، وتلعب دوراً جوهرياً في تحفيز الابتكار الرقمي و تعزيز عملية التحول الرقمي، ودمج وتكامل تقنيات المستقبل، فهي الركيزة الأساسية للعبور نحو تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وألقت ميرنا عارف خلال مشاركتها في المؤتمر كلمة قالت فيها: “يقع الأمن السيبراني وحماية المؤسسات المصرية من الأخطار السيبرانية على رأس أولياتنا في مايكروسوفت، بدءاً من تأمين الشرائح الإلكترونية الصغيرة ووصولاً إلى تقنيات الحوسبة السحابية.
وتابعت: وهذا الالتزام يدعو الى العمل تحت إطار سحابي آمن وبيئة عمليــات محكمــة تضمــن خصوصيــة البيانــات، ومن هذا المنطلق صممت مايكروسوفت رؤيتها في مجال السحابة بطريقة تتماشى مع استـــراتيجية الحوســبة الســحابية فــي قطـاع الاتصــالات وتكنولوجيـا المعلومــات بمصر، ونسعى إلى العمل دائما مع صناع القرار والسياسات لوضع استراتيجيات وأسس وأنظمة وطنية للحوسبة السحابية والأمن السيبراني على المدى القصير والبعيد، بما يتماشى مع الامتثال لسيادة البيانات وخصوصيتها في الدولة لضمان الاحتفاظ بملكية البيانات في مصر وعدم النفاذ إليها واختراق خصوصيتها وأمنها.”
و نشرت مايكروسوفت مؤخرا” أحدث تقرير لها حول “مؤشرات واتجاهات الأمن السيبراني”، والذي سلّط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا التشغيلية. جاء فيه أن مجرمي الانترنت يستغلون التكنولوجيا التشغيلية للتسلل إلى شبكات المؤسسات، ويأتي ذلك بالتزامن مع النمو الكبير الذي تشهده المنطقة في التكنولوجيا التشغيلية وأجهزة إنترنت الأشياء المتصلة، إذ ساهم ذلك بمنح المجرمين الالكترونيين مزيدًا من الفرص لمهاجمة شبكات المؤسسات.
1.1 ميار جهاز متصل بإنترنت الأشياء بحلول نهاية 2025
وذكر التقرير أن “الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول” تتوقع وجود 1.1 مليار جهاز إنترنت الأشياء متصل بحلول نهاية العام 2025 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
والجدير بالذكر أن تقرير “مؤشرات واتجاهات الأمن السيبراني” من مايكروسوفت هو عبارة عن موجز معلوماتي يصدر بشكل دوري لشرح التهديدات السيبرانية ويسلط الضوء على أحدث الاتجاهات والرؤى الأمنية التي تم جمعها عبر 43 تريليون إشارة أمان يومية من مايكروسوفت وبالاعتماد على 8500 خبير أمني.
وأكد التقرير على أن الدمج بين أنظمة تكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء وأنظمة التكنولوجيا التشغيلية يزيد من حدة المخاطر على البنية التحتية الحيوية.
وصرّح المدراء التنفيذيون للمعلومات في الشرق الأوسط وأفريقيا على أن الآثار السلبية المحتملة من الاختراقات الأمنية تأتي ضمن أولويات تركيزهم، ويظهر ذلك جلياً في زيادة معدل الإنفاق على الأمن السيبراني بنسبة 11.2% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام 2022.
وقد ساهمت الطفرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة بمجال التحول الرقمي في تمكين مؤسسات المنطقة من إدارة مبانيها وأنظمة الطوارئ وأنظمة التحكم في الدخول، وذلك بفضل اعتمادها على شبكة من الأجهزة الذكية المتصلة ببعضها. كما شهدنا كذلك ارتفاعًا كبيرًا في الاعتماد على أجهزة إنترنت الأشياء في بيئة العمل، وساعد ذلك في تعزيز نموذج العمل الهجين عبر توفير مزايا مثل غرف الاجتماعات الذكية المجهزة بميكروفونات وكاميرات.
ارتفاع حجم ومستوى تعقيد التهديدات السيبرانية يفرض على المؤسسات إعادة بناء استراتيجياتها الأمنية، حيث من شأن ذلك أن يمكنهم من مواكبة المخاطر الإلكترونية واتخاذ إجراءات وقائية وضمان استباق أنشطة مجرمي الإنترنت والتغلب عليها. وحذّر تقرير “مؤشرات واتجاهات الأمن السيبراني” من وجود أكثر من مليون جهاز متصل ومكشوف على الانترنت يعتمد على برنامج “Boa”، وهو برنامج قديم وغير مدعوم يستخدم بشكل واسع في أجهزة إنترنت الأشياء وبين أواسط مطوري البرامج.
ومن الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي أصبح ينتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة ويتم استخدامه في كافة التطبيقات وحلول الأعمال لزيادة الإنتاجية وخفض الكلفة ورفع كفاءة العمليات وتعزيز الابتكار في الخدمات والمنتجات، لدرجة أنه بات عنصرًا أساسيًا يدخل في صلب جميع المؤسسات عبر مختلف القطاعات. الشيء الذي بدوره دفع العديد من الشركات إلى تبني هذه التقنية من أجل حماية عملياتها التقنية ومعالجة مخاوفها الأمنية. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه التقنية قادرة على منح الفرق العاملة في المجال الأمني رؤية شاملة وتصنيف عالي المستوى للمعلومات بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يعزز من إمكاناتهم في مواجهة التهديدات السيبرانية.