
تبحث شركة “إنتل كورب” عن تعزيز مكانتها المتراجعة في سوق صناعة الرقائق عبر استقطاب استثمارات جديدة من كبرى شركات التقنية، من بينها “آبل”، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، نقلت عنها “بلومبرج”.
وأشارت المصادر إلى أن الطرفين ناقشا احتمال ضخ استثمار مباشر من “آبل” في “إنتل”، إلى جانب فرص للتعاون الاستراتيجي المشترك؛ ورغم أن المحادثات ما تزال في بداياتها وقد لا تفضي إلى اتفاق، إلا أنها تعكس جدية جهود “إنتل” في إعادة بناء أعمالها بعد أن أصبحت مملوكة جزئيًا للحكومة الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في أغسطس أن الحكومة الفيدرالية حصلت على حصة 10% من أسهم “إنتل”، في خطوة تهدف إلى دعم الصناعة المحلية للرقائق باعتبارها أولوية استراتيجية.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من استثمار قدره 5 مليارات دولار من جانب “إنفيديا”، التي ستعمل مع “إنتل” على تطوير رقائق للحواسيب ومراكز البيانات، بالإضافة إلى استثمار آخر بقيمة ملياري دولار من “سوفت بنك” الشهر الماضي؛ كما تجري “إنتل” محادثات مع شركات أخرى لاستكشاف شراكات محتملة.
وبالنسبة إلى “آبل”، التي اعتمدت على معالجات “إنتل” في حواسيبها قبل أن تنتقل قبل 5 سنوات إلى تطوير رقائقها الخاصة لدى “تي إس إم سي” التايوانية، فإن أي اتفاق استثماري لن يعني عودة منتجاتها إلى استخدام معالجات “إنتل”؛ لكن التعاون المالي أو التقني سيكون بمثابة إشارة مهمة على دعم الشركة الأميركية لجهود تعزيز الصناعة داخل الولايات المتحدة.
وتواجه “إنتل”، التي يقودها الرئيس التنفيذي ليب-بو تان، تحديات كبيرة بعدما فقدت تفوقها التكنولوجي وتراجعت أمام منافسين مثل “أدفانسد مايكرو ديفايسز”، في حين يسيطر منافسها “إنفيديا” على قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، ساعد الدعم الحكومي في تعزيز ثقة المستثمرين، لترتفع أسهم الشركة بأكثر من 50% منذ أغسطس، ما أضاف نحو 24 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.
وفي المقابل، تحرص “آبل” على إظهار التزامها بتوسيع استثماراتها في الولايات المتحدة؛ ففي فعالية بالبيت الأبيض أعلنت الشركة زيادة حجم إنفاقها المحلي إلى 600 مليار دولار خلال أربع سنوات، تشمل استثمار 2.5 مليار دولار في “كورنينغ إنك”، المورد الرئيسي لزجاج أجهزتها.
وقال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن هذه الاستثمارات ستؤدي إلى “تأثير الدومينو” الذي يشجع مزيدًا من الشركات على توسيع الإنتاج داخل أمريكا.