المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

من “ديب سيك” إلى “كوين”.. الصين تفتح جبهة جديدة في منافسة وادي السيليكون

دارت نقاشات ساخنة حول تحديات رئيسية تُواجه الذكاء الاصطناعي في الصين خلال الأسبوع الماضي، ومن بينها كيفية تحقيق التشغيل البيني وسط تدفق مستمر من النماذج المختلفة، وأي نماذج اللغة الكبيرة هي الأنسب للمطورين، ومدى واقعية تصوّر الروبوتات الشبيهة بالبشر كرفقاء لا كمجرد أدوات.

وقالت شبكة “بلومبرج” إنَّ “المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي” الذي عُقد في هوانغبو في شنغهاي، سلّط الضوء على التباينات الواضحة بين نهج بكين ونهج واشنطن في بناء مستقبل هذا القطاع الحيوي.

نموذج “ديب سيك”

وكان المؤتمر أول حدث كبير منذ إطلاق شركة “ديب سيك” لنموذجها المتقدم في “الاستدلال العقلي”، وهو نموذج أثبت قدرة الصين على مجاراة وادي السيليكون، حيث تدفقت شركات محلية مدعومة من الحكومة ونظام بيئي مفتوح المصدر إلى ساحة التنافس، حيث يمكن لأي شركة التعلم بسرعة من منافسيها.

وأحد الأمثلة اللافتة جاء من شركة “مون شوفت” الناشئة التي طوّرت نموذجًا مفتوح المصدر متفوقًا في مهام البرمجة، لم تمضِ أيام حتى سارعت “علي بابا” إلى ترقية نموذجها “كوين” ليواكب تلك التحسينات، في تجسيد حي للتنافس السريع والمفتوح الذي تعززه بكين.

وبحسب التقديرات الرسمية، طوّرت الصين حتى الآن نحو 1500 نموذج كبير للذكاء الاصطناعي—وهو الرقم الأعلى عالمياً—وتضم أكثر من 5 آلاف شركة ناشطة في هذا المجال.

صراع الزعامة

وجاء انعقاد المؤتمر بعد وقت قصير من تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن بلاده “ستفعل كل ما يلزم” لتكون في الصدارة العالمية في الذكاء الاصطناعي.

وأطلق ترمب خطة وطنية جديدة في هذا الشأن، مشددًا على أن الولايات المتحدة كانت السباقة في هذا المضمار “وستكون أول من يصل إلى خط النهاية”.

وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ خلال افتتاح المؤتمر، عزم بلاده على تأسيس هيئة دولية تهدف لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك، والحدّ من تركّزها في أيدي قلة من الدول أو الشركات، انسجاماً مع شعار المؤتمر: “تضامن عالمي في عصر الذكاء الاصطناعي”، معبّرًا عن استعداد الصين لمشاركة تقنياتها مع العالم، خاصة دول الجنوب العالمي.

ورغم التصريحات، فإن واقع السياسات أكثر تعقيدًا؛ إذ تزامن خطاب ترمب مع تراجع مفاجئ في القيود الأمريكية المفروضة على أشباه الموصلات، ما أتاح لشركة “إنفيديا” استئناف بيع رقائقها المطلوبة بشدة من طراز H20 في السوق الصينية—وهو قرار بدا أنه نتيجة ضغوط من الرئيس التنفيذي للشركة جنسن هوانغ، الذي سعى للحفاظ على حصة شركته الضخمة في السوق الصينية.

وتعكس تصريحات لي تشيانغ رغبة الصين في طرح بديل عالمي يتفوق بالكلفة والسرعة، مقابل النهج الأمريكي المرتكز على التفوق التكنولوجي والنزعة الوطنية.

وقد أسهم رفع الحظر عن رقائق “إنفيديا” في تنشيط السوق الصينية، في وقت يدفع فيه التنافس الحاد الأسعار إلى الهبوط، ما يمنح الصين أفضلية استراتيجية على المدى البعيد.

وفي إحدى ندوات القمة، حذّر رائد الذكاء الاصطناعي يوشوا بنجيو عبر تطبيق “زووم” من مخاطر تسارع سباق التسلّح التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، قائلًا إن وتيرة التطوير الحالية قد تُفلت من السيطرة البشرية.

لكن رغم التحذيرات، تُظهر المؤشرات أن السباق مستمر بقوة على جانبي المحيط الهادئ، حيث يبدو أن الطموحات الوطنية تتقدم على الاعتبارات الأخلاقية والضوابط.

اترك تعليقا