المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

“نيون موبايل” تطبيق يتصدر “متجر آبل” مقابل مقايضة الخصوصية بدولارات زهيدة

تصدّر تطبيق جديد مثير للجدل قائمة التطبيقات الاجتماعية في متجر “آبل” بالولايات المتحدة، رغم طبيعته المقلقة.

والتطبيق الذي يحمل اسم “نيون موبايل” يعرض على المستخدمين تسجيل مكالماتهم الهاتفية مقابل الحصول على أموال، حيث يقوم ببيع هذه البيانات لشركات الذكاء الاصطناعي.

ويسوّق التطبيق نفسه كوسيلة لكسب المال، واعدًا المستخدمين بتحقيق “مئات أو حتى آلاف الدولارات سنويًا” مقابل منح حق الوصول إلى محادثاتهم الصوتية.

ووفقًا لموقع الشركة، تدفع “نيون” 30 سنتًا لكل دقيقة عند الاتصال بمستخدمين آخرين للتطبيق، وبحد أقصى 30 دولارًا يوميًا عند إجراء مكالمات مع أي شخص آخر؛ كما يوفر التطبيق حوافز مالية لقاء دعوة مستخدمين جدد.

وأظهرت بيانات من شركة “Appfigures” المتخصصة في تحليلات التطبيقات أن التطبيق قفز من المركز 476 في قسم الشبكات الاجتماعية بالمتجر الأميركي في 18 سبتمبر، إلى المركز العاشر بنهاية اليوم التالي، قبل أن يصل إلى المركز الثاني ضمن التطبيقات الاجتماعية المجانية، بل وتقدّم إلى المركز السابع ضمن قائمة التطبيقات والألعاب الأكثر تحميلًا.

لكن شروط الاستخدام تكشف عن تفاصيل مثيرة للقلق؛ إذ يمنح التطبيق نفسه الحق في تسجيل المكالمات الواردة والصادرة، مع الإشارة إلى أنه يسجّل جانب المستخدم فقط ما لم يكن المتصل الآخر يستخدم التطبيق ذاته.

ووفقًا لتلك الشروط، تُباع البيانات لشركات الذكاء الاصطناعي “بغرض تطوير وتدريب واختبار وتحسين النماذج والأدوات والأنظمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي”.

والأخطر أن “نيون” يمنح نفسه رخصة عالمية وحصرية ودائمة وقابلة للنقل لاستخدام بيانات المستخدمين والتصرف فيها بطرق واسعة النطاق، بما في ذلك بيعها وعرضها علنًا وإنشاء أعمال مشتقة منها، وهو ما يفتح المجال أمام استغلال البيانات بما يتجاوز ما تروج له الشركة؛ كما تشير الشروط إلى ميزات تجريبية “بيتا” قد تتضمن مشكلات وأعطال دون أي ضمانات.

وقانونيًا، يبدو أن التطبيق يحاول الالتفاف على قوانين التنصت عبر تسجيل طرف واحد فقط من المكالمات، وهو ما أشار إليه خبراء قانونيون لصحيفة “تك كرانش”؛ إلا أن خبراء الخصوصية يرون أن التطبيق قد يسجّل المكالمات كاملة ثم يحذف صوت الطرف الآخر في النصوص النهائية.

ورغم تأكيد الشركة أنها تزيل أسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف من التسجيلات قبل بيعها، يحذر الخبراء من أن البيانات الصوتية بحد ذاتها يمكن استغلالها في عمليات احتيال، مثل إنشاء أصوات مقلدة لإجراء مكالمات مزيفة أو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على تقليد أصوات المستخدمين.

والأمر المثير للجدل أيضًا أن “نيون” لا يكشف هوية شركائه أو طبيعة استخدامهم اللاحق للبيانات، كما يظل خطر تعرض بيانات المستخدمين للاختراق قائمًا.

ويدير مؤسس التطبيق، الذي يُعرف فقط باسم “أليكس” على موقع الشركة، نشاطه من شقة في نيويورك، وفقًا لسجلات تجارية، ورغم ما أشيع عن حصوله على استثمار من صندوق “Upfront Ventures”، لم يعلّق المستثمرون أو المؤسس على استفسارات الصحيفة.

ويثير هذا الجدل تساؤلات أوسع حول تراجع حساسية المستخدمين تجاه قضايا الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي؛ ففي الوقت الذي كانت فيه فضائح مثل دفع فيسبوك للمراهقين عام 2019 لتثبيت تطبيقات تجسسية تثير ضجة كبيرة، يبدو أن بعض المستخدمين اليوم صاروا أكثر تقبلًا لفكرة بيع بياناتهم طوعًا مقابل عوائد مالية، ولو زهيدة.

لكن المخاطر لا تقف عند حدود المستخدمين فقط، بل تمتد إلى من يتواصلون معهم يوميًا، إذ قد يجد هؤلاء أنفسهم ضمن تسجيلات لم يوافقوا أصلًا على مشاركتها؛ وهو ما يطرح إشكالية أخلاقية وقانونية عميقة في زمن أصبحت فيه الخصوصية عملة رخيصة في سوق الذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقا