
بعد أيام من إعلان استحواذ شركة “كوجنيشن” على شركة “وايندسِرف Windsurf” الناشئة المتخصصة في أدوات ترميز الذكاء الاصطناعي، خرج جيف وانج، أحد المديرين التنفيذيين في “وايندسِرف”، بتغريدة عبر منصة X ليكشف مزيدًا من التفاصيل الدرامية التي رافقت الصفقة وحالة عدم اليقين التي سادت الشركة.
يُذكر أنَّ تقارير سابقة قد أشارت إلى أن “وايندسِرف” كانت في محادثات استحواذ مع شركة “أوبن إيه آي”، لكن تلك الصفقة انهارت؛ وبدلًا من ذلك استقطبت “جوجل ديب مايند” الرئيس التنفيذي للشركة فارون موهان والمؤسس المشارك دوجلاس تشين، وعدداً من أبرز باحثيها.
ووفقاً للتقارير، وافقت جوجل على ترخيص تكنولوجيا “وايندسِرف” ضمن صفقة بلغت قيمتها 2.4 مليار دولار، دون أن تستحوذ فعليًا على أي حصة في الشركة.
وعكس هذا التحول، نمطًا متزايدًا من “الاستحواذات العكسية”، حيث تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى لتجنّب تدقيقات مكافحة الاحتكار عبر استقطاب المواهب وترخيص التقنية بدلًا من شراء الشركات الناشئة بالكامل.
وبحسب موقع “تِك كرانش” يبقى السؤال الذي يجب طرحه حاليًا، بعد هذه التفاصيل الدرامية، ماذا يحدث للشركات والموظفين الذين تُركوا خلف الكواليس؟
حسبما نقل الموقع؛ ففي حلقة حديثة من بودكاست Equity، شبّه أحد مؤسسي الشركات الناشئة ما حدث في “وايندسِرف” بـ”قبطان يتخلى عن طاقمه في سفينة تغرق”.
وبعد مغادرة موهان، تولى جيف وانج، رئيس قسم الأعمال السابق، منصب الرئيس التنفيذي المؤقت؛ وفي منشوره، أبدى تعاطفه مع موهان وتشين واصفًا إياهما بـ”المؤسسين الرائعين”، مع الإشارة إلى أن الموقف “كان صعبًا عليهما أيضًا”.
لكنه في المنشور ذاته؛ استذكر اجتماعًا عامًا عُقد في 11 يونيو، حيث كان الموظفون يتوقعون إعلان صفقة “أوبن إيه آي”، ليتفاجأوا بخبر انتقال الفريق المؤسس إلى جوجل.
وقال وانج: “كانت الأجواء قاتمة للغاية، بعض الموظفين شعروا بالغضب حيال النتائج المالية أو مغادرة زملائهم، وآخرون كانوا قلقين بشأن المستقبل، بكى البعض، وكانت جلسة الأسئلة والأجوبة حادة جدًا”.
ورغم الصدمة، أكد وانج أن الشركة ما زالت تحتفظ بجميع حقوق الملكية الفكرية والمنتجات وفرق عمل قوية، خصوصًا في مجالات إطلاق المنتجات والتسويق، وأضاف: “كنا نمتلك ماكينة تجارية عالمية المستوى، رغم افتقادنا الآن لفريق هندسي أساسي”.
وفي تلك الليلة، تواصل معه سكوت وو وراسل كابلان من شركة “كوجينشن”، وقال إن فريق “وايندسِرف” تعامل مع العرض بجدية منذ اللحظة الأولى، لتبدأ مفاوضات محمومة طوال عطلة نهاية الأسبوع، بالتزامن مع عروض من جهات أخرى، وجهود لإقناع المهندسين المتبقين بالبقاء.
وأشار وانج إلى أن التوافق بين الشركتين كان واضحًا؛ فبينما كانت “كوجنيشن” قد استثمرت بكثافة في الهندسة، فإنها كانت تفتقر إلى فرق تسويق قوية، وهو ما تملكه “وايندسِرف”.
وقال: “من ناحية أخرى، كنا نفتقر لفريق هندسي أساسي، ولا يوجد أفضل من فريق مهندسي الذكاء الاصطناعي في “كوجنيشن”.
وأكد وانج أنه والرئيس التنفيذي لـ”كوجنيشن” اتفقا على ضرورة رعاية جميع موظفي “وايندسِرف”، مضيفًا أن: “هذا الاتفاق أدى إلى تضمين بنود تضمن مكافآت لجميع الموظفين، والتنازل عن فترات الانتظار، وتسريع عمليات منح الأسهم”.
وفي مقابلة مع بلومبرج، وصف وانج يوم الجمعة بأنه “ربما كان أسوأ يوم في حياة 250 شخصًا”، فيما وصف الإثنين الذي تلاه بأنه “ربما كان الأفضل”، لأنّه تم إعلان الصفقة للفريق في اجتماع عام، قبل إعلانها رسميًا عبر وسائل الإعلام.