المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

الصين تدفع بثقلها المالي لمجاراة الإنفاق الأمريكي على الذكاء الاصطناعي

 

تشهد شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين موجة غير مسبوقة من جمع التمويل عبر أسواق الدين، في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية على تطوير الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.

 

وأصدرت مجموعات مثل علي بابا وتينسنت وبايدو سندات بمليارات الدولارات، إذ تجاوزت حصيلتها أكثر من 5 مليارات دولار خلال شهر سبتمبر وحده.

 

ويأتي هذا الحراك في ظل طفرة استثمارية متسارعة في الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق منصة “تشات جي بي تي” عام 2022، والتي ازدادت زخمًا بعد أن قلبت شركة “ديب سيك” الصينية موازين الصناعة بنموذجها منخفض الكلفة الذي تحدى الهيمنة التقنية الأمريكية.

 

ويتطلب تدريب وتشغيل النماذج الضخمة يتطلب موارد مالية هائلة تشمل الحوسبة المتقدمة والبنية التحتية والكوادر المتخصصة، ما يفسر حاجة عمالقة التكنولوجيا الصينيين إلى إنفاق مليارات إضافية.

 

وتشير تقديرات “بلومبرغ إنتليجنس” إلى أن استثمارات علي بابا وتينسنت وبايدو وجيه دي.كوم في هذا المجال قد تصل إلى 32 مليار دولار عام 2025، مقارنة بنحو 13 مليار فقط في 2023.

 

وتقود علي بابا تقود السباق بخطة لاستثمار 380 مليار يوان (نحو 53 مليار دولار) خلال ثلاث سنوات في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي العام، بينما تواصل شركات أخرى طرح نماذجها الخاصة مثل “هونيوان” من تينسنت و”إرني” من بايدو، مع التوسع في تطوير رقائق محلية للحد من الاعتماد على الولايات المتحدة.

 

وتلجأ هذه الشركات إلى إصدار سندات “ديم سوم” المقومة باليوان خارج البر الرئيسي، خصوصًا في هونغ كونغ، مستفيدة من فروق أسعار الفائدة لجذب المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

 

وجمعت بايدو مليارات اليوان من هذه السندات في مناسبتين هذا العام، بينما طرحت تينسنت إصدارها الأول منذ أربع سنوات، وتدرس ميتوان الدخول في السوق.

 

أما علي بابا فاختارت السندات القابلة للتحويل بقيمة 3.2 مليار دولار، لتأمين تمويل أقل تكلفة مرتبط بأداء أسهمها المستقبلية.

 

ولا تقتصر المنافسة على الذكاء الاصطناعي، بل تشمل قطاعات استهلاكية كخدمات توصيل الطعام التي تتجاوز قيمتها 80 مليار دولار في الصين، حيث اشتد التنافس بين “ميتوان” و”إيلي دوت مي” التابعة لعلي بابا، بعد دخول “جيه دي” إلى السوق.

 

ورغم ضخامة الأرقام، فإن إنفاق الشركات الصينية لا يزال أقل من نظيراتها الأمريكية، إذ يُنتظر أن تتجاوز استثمارات ميتا ومايكروسوفت وأمازون وألفابت وأوراكل وأبل مجتمعة 390 مليار دولار في 2025، أي أكثر من ضعف العام السابق.

 

بينما يركز الأمريكيون على مراكز البيانات والقدرات الهائلة للتدريب، تتبنى الشركات الصينية نهجًا أكثر تحفظًا عبر أساليب فعالة لخفض التكاليف مستوحاة من تجربة “ديب سيك”.

 

ولا تعد الاندفاعة التمويلية حكرًا على الصين؛ إذ أصدرت جوجل “ألفابت” سندات بخمسة مليارات دولار في أبريل، وجمعت أكثر من ستة مليارات يورو في طرح أوروبي ناجح.

 

وفي الولايات المتحدة، واصلت الشركات الناشئة مثل أنثروبيك وأوبن إيه آي جذب استثمارات ضخمة رفعت تقييماتها إلى مستويات قياسية قاربت 500 مليار دولار.

 

أما في الصين، فجمعت شركات مثل “مونشوت” و”ميني ماكس” و”ستيب فان” تمويلات أكثر تواضعًا بدعم حكومي، بتقييمات أدنى بكثير من عشرة مليارات دولار.

اترك تعليقا