المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

ألتمان يعترف بأرقه.. والرهانات على “أوبن إيه آي” تكبر أسرع من قدرتها على الوفاء

في مقابلة إعلامية حديثة، كشف سام ألتمان الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “أوبن إيه آي”، عن حجم الضغوط التي يعيشها منذ إطلاق “تشات جي بي تي” في نوفمبر 2022.

وأشار بأسلوب يجمع بين المزاح والجدية إلى أنه لم يعرف النوم الهادئ منذ ذلك الوقت، إذ إن القرارات التي تبدو صغيرة داخل شركته قد تمس حياة ملايين المستخدمين حول العالم.

ويتزامن هذا القلق الشخصي مع تراكم ملفات صعبة تنتظر الشركة خلال العام الجاري وما بعده، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الحفاظ على مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التغير.

ويتمثل أبرز هذه الملفات في التحول القانوني الجاري نحو نموذج “شركة منفعة عامة”، وهو مسار لم يكتمل بعد رغم مذكرة التفاهم الموقعة مع “مايكروسوفت”؛ إذ إنَّ هذا التحول يواجه تعقيدات قانونية في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير، ويهدد تمويلًا مشروطًا بقيمة 19 مليار دولار إذا لم يُنجز في الوقت المحدد.

إلى جانب ذلك، تواجه “أوبن إيه آي” أعباء مالية ضخمة؛ فالصفقة المعلنة مع “أوراكل” لتزويدها بخدمات الحوسبة السحابية مقابل 300 مليار دولار على مدى خمس سنوات ابتداءً من 2027، وضعت رئيس “أوراكل” لاري إليسون في صدارة قائمة الأثرياء.

لكن هذه العوائد مرتبطة بقدرة “أوبن إيه آي” على تحقيق إيرادات طموحة تصل إلى 200 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، مقارنة بنحو 13 مليار دولار متوقعة هذا العام.

وفي المقابل، تتوقع الشركة أن تصل مصروفاتها حتى عام 2029 إلى 115 مليار دولار، ما يجعل خيار الطرح في البورصة أمرًا شبه حتمي.

وتعتمد محاولة خفض التكاليف على تطوير شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بالشركة، لكن هذه الخطوة لا تزال في بداياتها عبر اتفاق بقيمة 10 مليارات دولار مع “برودكوم”.

وفي الوقت نفسه، يفتقر الكيان إلى منصة سحابية مستقلة على عكس “جوجل” و”أمازون” و”مايكروسوفت”، وهو ما دفعها للإعلان عن مشروع “ستارجيت” بقيمة 500 مليار دولار، الذي يواجه منذ الآن تحديات تمويلية ولوجستية تتعلق بالموقع والطاقة.

أمَّا على صعيد المنتجات، فقد فقد “تشات جي بي تي” شيئًا من بريقه، خصوصًا في مجال البرمجة حيث يتفوق منافسوه مثل “كلود” من “أنثروبيك”.

كما أن خطط دخول سوق الأجهزة عبر تعاون ألتمان مع المصمم الشهير جوني آيف تواجه شكوكًا حول قدرة “أوبن إيه آي” على منافسة شركات عملاقة مثل “آبل” و”جوجل”، خاصة مع دمج الأخيرة مساعدها “جيميني” في أنظمة “أندرويد” ومتصفح “كروم”.

ورغم هذه التحديات، فإن تقييم “أوبن إيه آي” وصل في أحدث جولة بيع ثانوي للأسهم إلى 500 مليار دولار، بزيادة 200 مليار في أقل من عام.

وجاء جزء كبير من هذا التمويل من “سوفت بنك”، التي ارتبطت تاريخيًا بصفقات محفوفة بالمخاطر؛ ويزداد القلق مع رحيل عدد من الكفاءات البارزة نحو منافسين أو لإنشاء شركات جديدة.

ويرى المتابعون أن ألتمان يسير على خطى إيلون ماسك في الجمع بين الرؤية التقنية الجريئة والقدرة على جذب الأضواء الإعلامية، لكن حجم التوقعات هذه المرة غير مسبوق.

وبينما يترقب المستثمرون والمستخدمون ما ستفعله الشركة لاحقًا، يبقى ألتمان محاطًا بتحديات قد تبرر لياليه الطويلة بلا نوم.

اترك تعليقا