
شهدت حركة الاستثمار في الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تباطؤًا ملحوظًا خلال أكتوبر، بعد شهر استثنائي من حيث حجم التمويلات في سبتمبر.
و بلغ إجمالي ما جُمِع من استثمارات 784.9 مليون دولار عبر 43 صفقة، بتراجع حاد وصلت نسبته إلى 77% مقارنة بـ3.5 مليار دولار في الشهر السابق.
ورغم هذا الانخفاض الكبير، فإن الأرقام ما زالت أعلى بنحو أربعة أضعاف مما كانت عليه في أكتوبر من العام الماضي، ما يعكس ثقة مستمرة من المستثمرين في مستقبل قطاع التكنولوجيا بالمنطقة.
التمويل بالدين يقود المشهد
وظل التمويل عبر أدوات الدين المحرك الرئيسي للسوق، إذ شكلت أربع صفقات فقط نحو 72% من إجمالي المبالغ المستثمرة، بقيمة وصلت إلى 567.8 مليون دولار، بينما توزعت الاستثمارات في الأسهم وغيرها من أدوات التمويل على 217 مليون دولار.
ويؤشر ذلك إلى اعتماد متزايد على التمويل بالدين، خاصة من الشركات التي وصلت إلى مراحل نمو متقدمة أو تمتلك أصولًا يمكن رهنها.
مصر تعود للمنافسة
استعادت الإمارات موقعها كأكثر الأسواق جذبًا لرؤوس الأموال في المنطقة، بعد أن جمعت شركاتها الناشئة 615.7 مليون دولار من 15 صفقة، مدفوعة بصفقة التمويل الضخمة لشركة “بروبرتي فايندر” التي حصلت على 525 مليون دولار.
وجاءت السعودية في المرتبة الثانية بإجمالي 119.3 مليون دولار من نفس عدد الصفقات، في حين سجلت مصر عودة قوية بجمع 33.3 مليون دولار عبر خمس صفقات فقط، متفوقة على إجمالي تمويلات الربع الثالث كله، أما المغرب فحافظت على موقعها في المشهد، بحصيلة بلغت 12.3 مليون دولار من ثلاث جولات تمويل.
تفوق العقارات على التكنولوجيا المالية
كسر قطاع التقنيات العقارية هيمنة التكنولوجيا المالية، بعدما تصدر تمويلات أكتوبر بجمع 526 مليون دولار، منها 525 مليونًا لـ”بروبرتي فايندر”.
وتلاه قطاع البرمجيات كخدمة (SaaS) الذي سجل 60 مليون دولار، ثم قطاع الألعاب بصفقة واحدة قيمتها 41.6 مليون دولار.
أما قطاع التكنولوجيا المالية الذي تصدّر لعدة أشهر سابقة، فتراجع إلى المركز التاسع مكتفيًا بـ12.5 مليون دولار عبر سبع صفقات، رغم أنه ما زال الأكثر نشاطًا من حيث عدد الاتفاقيات.
رؤوس الأموال تتجه نحو المراحل المبكرة
تراجعت الجولات الاستثمارية المتقدمة بشكل لافت، إذ لم يُسجَّل سوى تمويل واحد من فئة Series B بقيمة 50 مليون دولار.
وفي المقابل، استحوذت الشركات في مراحلها الأولى على أغلب النشاط، بـ32 صفقة تنوعت بين المنح وجولات Series A، بإجمالي 95.2 مليون دولار.
وتؤكد هذه الأرقام أن المستثمرين ما زالوا يفضلون المخاطرة المحسوبة في المراحل المبكرة، حيث تبدو التقييمات أكثر جذبًا والعوائد المستقبلية أعلى.
الشركات الموجهة للمستهلكين تتفوق
وشهد أكتوبر تحوّلًا في أنماط العمل، إذ تفوقت الشركات التي تستهدف المستهلكين مباشرة (B2C) على تلك التي تركز على العملاء من الشركات (B2B).
وجمعت شركات B2C نحو 594.7 مليون دولار عبر تسع صفقات، بينما حصدت 28 شركة من نموذج B2B ما مجموعه 166 مليون دولار، كما برزت ثماني شركات اعتمدت نموذجًا هجينًا (B2B2C) يخدم المستهلكين والشركات في آن واحد.




