المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

رقائق “بلاكويل” تضع إنفيديا على عرش الذكاء الاصطناعي العالمي

أصبح اسم “إنفيديا” مرادفاً للطفرة التقنية والمالية التي يشهدها قطاع التكنولوجيا منذ أن تصدّر الذكاء الاصطناعي التوليدي عناوين الأخبار عام 2022.

واندفع المستثمرون نحو أسهم الشركة، مقتنعين بأن ريادتها في رقائق ومعالجات الذكاء الاصطناعي ستجعلها محور الثورة المقبلة في الحوسبة، حسبما تشير “بلومبرج” في تقرير.

بحسب “بلومبرج” النتيجة كانت مذهلة: تجاوزت القيمة السوقية لـ”إنفيديا” حاجز 5 تريليونات دولار في أواخر أكتوبر، فيما تستعد الشركة لتحقيق أرباح صافية هذا العام تفوق إجمالي مبيعات أبرز منافسيها.

ومع ذلك، يتساءل بعض المحللين ما إذا كانت وتيرة النمو في هذا المجال تسير بسرعة تفوق قدرة السوق على الاستيعاب، وسط توقعات بأنّ يكون ما يحدث بمثابة فقّاعة؛ لكنّ الرئيس التنفيذي جينسن هوانج يرفض هذا الوصف، ويؤكد أن العالم يعيش تحوّلًا جذريًا في البنية التحتية للحوسبة يقوده الذكاء الاصطناعي

رقائق “بلاكويل”

ويعتبر المنتج الأكثر أهمية وربحية لدى “إنفيديا” حاليًا هو سلسلة رقائق Blackwell، التي سُمّيت تكريمًا لعالم الرياضيات الأمريكي ديفيد بلاكويل.

وتعد هذه الرقائق الجيل التالي بعد سلسلة Hopper الشهيرة، وقد تم تطويرها من وحدات معالجة الرسوميات المخصصة سابقًا لألعاب الفيديو.

تأتي “بلاكويل” في أشكال متعددة، من بطاقات منفردة إلى أنظمة حوسبة فائقة ضخمة، وتتميّز بقدرتها على تحويل مجموعات من الحواسيب المزوّدة برقائق “إنفيديا” إلى وحدة معالجة موحّدة قادرة على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات بسرعة هائلة.

وتعتبر مثالية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة وتشغيلها في مرحلة الاستدلال (Inference)، أي تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً عليها.

ومن أبرز إصداراتها شريحة GB200، التي تجمع بين معالجين من نوع “بلاكويل” ووحدة معالجة مركزية من نوع Grace – سُمّيت على اسم رائدة البرمجة “غريس هوبر”.

ومنذ تأسيسها عام 1993 في سانتا كلارا، كاليفورنيا، تميّزت “إنفيديا” بقدرتها على توسيع حدود استخدام معالجات الرسوميات؛ فبينما كانت تلك المعالجات تُستخدم في الأصل لتوليد الرسومات ثلاثية الأبعاد للألعاب، أدرك مهندسو الشركة في وقت مبكر إمكاناتها الهائلة في تنفيذ العمليات الحسابية المتوازية، وهو ما جعلها لاحقاً العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

ووفقًا لـ”إنفيديا”، توفر رقائق “بلاكويل” أداءً يفوق الجيل السابق “هوبر” بنسبة 2.5 مرة في عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي.

ويتكوّن تصميمها من شريحتين متصلتين ببنية تتيح لهما العمل كوحدة واحدة بسلاسة، ما يرفع كثافة الترانزستورات إلى مستويات غير مسبوقة.

وجعلت هذه القدرات جعلت الرقائق الأمريكية محورية في بناء الأنظمة الذكية، إلى درجة أن الولايات المتحدة فرضت قيوداً على تصديرها إلى الصين لحماية تفوقها التقني.

منافسة محتدمة

وتحاول شركتا AMD وIntel جاهدتين تقليص الفجوة مع “إنفيديا”، إلا أن الأخيرة ما تزال تهيمن على نحو 90% من سوق معالجات الرسوميات الخاصة بمراكز البيانات، بحسب مؤسسة الأبحاث IDC.

وباتت شركة AMD بدأت بالفعل بإمداد OpenAI، مطوّرة ChatGPT بمسرّعات من سلسلة Instinct، وتعمل على إصدار جديد MI450 يتوقع طرحه العام المقبل.

أما Intel، فتعيد تنظيم استراتيجيتها بعد سنوات من التراجع، وتسعى للتحالف مع “إنفيديا” في مجالات معينة بدلًا من منافستها مباشرة.

وتحافظ “إنفيديا” على صدارتها من خلال إطلاق جيل جديد من منتجاتها كل عام، إلى جانب تطوير أنظمة برمجية متكاملة مثل CUDA وNVLink، التي تُتيح للمؤسسات بناء عناقيد حوسبة عملاقة.

وفي بادرة لافتة، أعلنت الشركة فتح بروتوكول NVLink أمام شركات أخرى، ما يسمح لها بالاستفادة من التقنية في تصميم رقائقها الخاصة – خطوة تهدف إلى تعزيز موقع “إنفيديا” كمزوّد للبنية التحتية القياسية للذكاء الاصطناعي حول العالم.

وتتحدث تقديرات الشركة عن إيرادات متوقعة بقيمة 500 مليار دولار من وحدة مراكز البيانات خلال الأرباع الخمسة المقبلة، في وقت تستمر فيه شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل وميتا في ضخ مئات المليارات من الدولارات لبناء قدرات ذكاء اصطناعي غير مسبوقة.

وجعل النجاح الهائل لـ”إنفيديا” محورًا للتوتر بين واشنطن وبكين، فقد أجبر الحظر الأمريكي الشركة على تقليص مبيعاتها في الصين، وخسرت نحو 5.5 مليار دولار من مخزونها المخصص للسوق الصينية.

وفي حين سمحت السلطات الأمريكية مؤقتًا ببيع نسخة معدّلة من رقائق H20، أوصت الحكومة الصينية لاحقًا شركاتها المحلية بتجنّب شراء منتجات “إنفيديا”.

ويسعى جينسن هوانغ إلى إقناع صانعي القرار في الولايات المتحدة بأن الانفتاح التجاري على الصين يصبّ في مصلحة الأمن القومي، محذّرًا من أن العزلة قد تفتح المجال أمام شركات مثل “هواوي” للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

اترك تعليقا