
أوضح تقرير حديث صادر عن شركة PwC أنّ دول الشرق الأوسط تقف أمام منعطف اقتصادي كبير تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، مُتوقِّعًا أن يضيف هذا التحوّل ما يقارب 232 مليار دولار إلى الناتج المحلّي الإجمالي للمنطقة بحلول عام 2035، في حال تبنّي الذكاء الاصطناعي على نحو واسع ومسؤول يتيح تحقيق مكاسب ملحوظة في الإنتاجيّة.
ويشير التقرير إلى أنّ ضخّ الاستثمارات فى البنية التحتيّة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجدّدة منخفضة التكلفة يمنح المنطقة موقعًا استراتيجيًّا يُمكّنها من تعزيز الابتكار ورفع كفاءة الإنتاج، لاسيّما في قطاعات النقل والطاقة والرعاية الصحيّة والخدمات الماليّة.
كما يتوقّع التقرير أن يسهم الاستخدام الذكي للذكاء الاصطناعي في رفع الناتج المحلّى بنحو 8.3% خلال العقد المقبل، مع الحدّ من الآثار الاقتصاديّة للمخاطر المناخيّة التي قد تؤدّي إلى تراجع النمو بنسبة تصل إلى 13.9%.
وتشهد القطاعات الاقتصادية التقليديّة حاليًّا حالة إعادة تشكيل جذريّة لتلبية الاحتياجات الإنسانيّة الأساسيّة، بدءًا من البناء والتنقّل، وصولًا إلى الغذاء والطاقة والرعاية والتمويل والخدمات الحكوميّة.
ويؤكّد التقرير أنّ الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا أساسيًّا مدمجًا في سلسلة القيمة بأكملها، بينما تقدّم شركات مثل “كريم” و”إم 42″ و”أرامكو بي واي دي” نماذج عمليّة لكيفيّة توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات النظيفة لتحويل القطاعات التقليديّة إلى منصّات أكثر تقدّمًا وابتكارًا.
كما يبيّن التقرير أنّ نحو ثلاثة أرباع قطاعات الشرق الأوسط تواجه أعلى درجات الضغط لإعادة الابتكار خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية، وذلك بفعل تغيّرات السوق العالميّة، والمنافسة المتنامية، والتحديثات التنظيميّة المتسارعة.
ويُبرز التقرير أنّ التوقيت الاستراتيجي لتبنّي الذكاء الاصطناعي يُعدّ عاملًا حاسمًا؛ إذ قد يؤدّى التأخّر فى تبنّيه إلى فقدان فرص كبيرة، في حين تستطيع الجهات المبادرة تحقيق قيمة اقتصاديّة ضخمة.
وبحسب تقديرات PwC، فإنّ تطبيق استراتيجيات التحوّل الذكي والمستدام قادر على رفع الناتج المحلّي الإجمالي للمنطقة إلى 4.68 تريليون دولار بحلول عام 2035، مقارنة بـ4.57 تريليون دولار فى السيناريو التقليدي، مع تحقيق زيادة مباشرة تُقدّر بـ232 مليار دولار بفضل الذكاء الاصطناعي.
ويؤكّد التقرير أنّ الذكاء الاصطناعي يُمثّل فرصة استثنائيّة للشرق الأوسط لزيادة الإنتاجيّة وتعزيز الابتكار وصناعة قيمة اقتصاديّة واسعة النطاق.
كما يلفت إلى أنّ القادة الذين يبادرون إلى تبنّي التقنيات المتقدّمة وإعادة صياغة نماذج أعمالهم سيكونون الأكثر قدرة على تبوّأ موقع ريادي عالمي خلال العقد المقبل.




