
أفادت مصادر مطلعة لوكالة “بلومبرغ” بأن روبي ووكر، أحد أبرز التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي داخل شركة “آبل”، يستعد لمغادرة منصبه خلال شهر أكتوبر المقبل، في خطوة جديدة تعكس التحديات التي تواجهها الشركة في هذا القطاع الحيوي.
ووكر، الذي سبق أن تولى إدارة تطوير المساعد الصوتي “سيري”، تم نقل مسؤولياته أوائل هذا العام إلى كريغ فيديريجي، رئيس قسم البرمجيات في “آبل”، وبعد ذلك، تم تعيينه لقيادة مشروع طموح لتطوير محرك بحث ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف منافسة منصات مثل ChatGPT وPerplexity، وهو المشروع الذي تخطط “آبل” لإطلاقه العام المقبل.
ورغم تقليص مهامه ومهام فريقه في الأشهر الأخيرة، ظل ووكر شخصية بارزة في جهود “آبل” المتأخرة للحاق بركب الذكاء الاصطناعي؛ إذ حاليًا، يشغل منصب المدير الأول المسؤول عن فرق المعرفة والمعلومات داخل الشركة.
ويأتي خبر مغادرته في وقت تواجه فيه “آبل” انتقادات متزايدة بسبب ما يوصف بنهجها “المتحفظ” تجاه الذكاء الاصطناعي، وسط تسارع عالمي في تبني هذه التكنولوجيا، وقد أثّر هذا التأخر على أداء الشركة في الأسواق المالية، حيث تراجع سهم أبل بنحو 7% منذ بداية عام 2025.
وكانت “آبل” قد أعلنت في وقت سابق عن خطط لإطلاق مجموعة “Apple Intelligence” التي تتضمن دمج ChatGPT في أنظمتها، غير أن التحديث الشامل للمساعد الصوتي Siri لن يكون جاهزًا قبل العام المقبل.
ويأتي رحيل ووكر ضمن سلسلة من الاستقالات التي ضربت قسم الذكاء الاصطناعي في “آبل” خلال الفترة الماضية، في خضم ما يُعرف بـ”حرب المواهب” داخل وادي السيليكون؛ فقد غادر رومينج بانج، قائد فريق نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى شركة ميتا، ولحق به عدد من المهندسين والباحثين، كما ترك فرانك تشو، أحد كبار التنفيذيين في خدمات البحث، منصبه الشهر الماضي.
ووكر، خلال اجتماع داخلي في مارس، أقرّ بأن التأخير في تطوير بعض مزايا Siri شكّل مصدر إحراج له شخصيًا، في إشارة إلى الضغوط المتزايدة داخل الشركة لإظهار تقدم ملموس في مجالات الذكاء الاصطناعي.
تواجه آبل اليوم تحديًا حقيقيًا في الحفاظ على كفاءاتها وتوسيع حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع اشتداد المنافسة من عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل، مايكروسوفت، وأمازون، الذين يوسّعون استثماراتهم بوتيرة أسرع وأكثر جرأة.