إعلان إي فينانس
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

أمريكا والصين تتنافسان على زعامة القرن الحادي والعشرين

لا يزال معظم بلدان العالم تسعى للحاق بركب طفرة الذكاء الاصطناعي بعد مرور نحو 3 سنوات على انطلاقه من الولايات المتحدة، بينما تبرز الصين كالمنافس الأقرب لواشنطن في هذا المجال.

وقد أطلقت شركات صينية مثل “ديب سيك” و”علي بابا” و”مونشوت” نماذج ذكاء اصطناعي تقترب من قدرات الأنظمة الأمريكية، بدعم من الحكومة.

وتسعى الصين لتحقيق هذا الهدف عبر شبكة وطنية من مراكز البيانات المدعومة بطاقة متجددة وبرامج حوافز سخية للشركات الناشئة، ما أثار قلقًا متزايدًا في وادي السيليكون ودوائر صنع القرار في واشنطن.

وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردًا على ذلك في يوليو خطة عمل وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تقليل القيود البيروقراطية وتسريع بناء مراكز البيانات، مع تأكيد ترامب أن الولايات المتحدة “ستفعل كل ما يلزم لقيادة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وتقود أمريكا حاليًا المشهد العالمي من خلال الشركات التي طورت الرقاقات المتقدمة والنماذج اللغوية الكبرى مثل “أوبن إيه آي” و”جوجل” و”أنثروبيك”، بينما اختارت الصين اتباع نهج مختلف يعتمد على النماذج مفتوحة المصدر.

ويجعل هذا التوجه تقنيات الذكاء الاصطناعي الصينية متاحة مجانًا للمطورين حول العالم، في مقابل الأنظمة المغلقة التي تفرضها الشركات الأمريكية الكبرى مقابل رسوم عالية.

وعلى الصعيد الاقتصادي والسياسي، يرى الطرفان الذكاء الاصطناعي أداةً لتعزيز النفوذ والقوة الناعمة.

فقد صرح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس بأن بلاده تريد “عالمًا مبنيًا على التقنيات الأمريكية”، بينما شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يكون “لعبة الدول الغنية”.

وفي هذا السياق، ضخت الولايات المتحدة مئات المليارات في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة لتشغيل النماذج الكبرى، فيما تواصل الصين استثمار عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع الذكاء الاصطناعي عبر تمويل حكومي وصناديق إقليمية لدعم الشركات الناشئة.

ومع استمرار قيود التصدير الأمريكية على رقائق “إنفيديا”، تسرع بكين خطواتها نحو تطوير رقائق محلية أقل كفاءة لكنها كافية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي المقابل، تواجه الولايات المتحدة تحديات تتعلق بنقص الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة.

وبحسب بلومبرج، يتضّح أن السباق بين واشنطن وبكين لا يدور حول التقنية فحسب، بل حول تحديد من سيقود الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين؛ وبينما تحافظ الشركات الأمريكية على الصدارة في بعض المؤشرات التقنية، فإن الزخم الصيني المتسارع يجعل الفارق بين الجانبين يتقلص بسرعة.

اترك تعليقا