أبلغت شركة OpenAI مستثمريها بأن إجمالي نفقاتها قد يصل إلى 115 مليار دولار بحلول عام 2029، بزيادة تُقدّر بنحو 80 مليار دولار مقارنة بالتقديرات السابقة، دون أن يحدد الموقع توقيت أو طريقة الإبلاغ بهذه التقديرات الجديدة.
وأشار تقرير لموقع “ذي إنفورميشن” إلى أن OpenAI تتوقع إنفاق أكثر من 8 مليارات دولار خلال عام 2025، أي بزيادة تقارب 1.5 مليار دولار عن تقديراتها السابقة للعام نفسه.
وتمثل تكاليف الحوسبة أحد أبرز العوامل الدافعة لزيادة الاحتياجات التمويلية للشركة، إذ تتوقع إنفاق ما يزيد عن 150 مليار دولار على البنية التحتية الحاسوبية في الفترة من 2025 إلى 2030.
وكانت “أوبن إيه آي” قد أنهت مؤخرًا جولة تمويلية بقيادة “سوفت بنك”، قُدرت قيمتها بنحو 40 مليار دولار، في مؤشر على مساعي الشركة لتأمين موارد مالية ضخمة تواكب توسعها المتسارع في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به.
رقاقة ذكاء اصطناعي
وكشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن شركة “أوبن إيه آي” تستعد لإطلاق أول رقاقة معالجة مخصصة للذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل، في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على قدرات الحوسبة المتقدمة وتقليل الاعتماد على شركة إنفيديا، التي تهيمن حاليًا على سوق رقاقات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقرير، فإن الرقاقة الجديدة يجري تطويرها بالتعاون مع شركة “برودكوم” الأمريكية المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات؛ ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الشحن التجارية للرقاقة في عام 2026.
وتشير مصادر مطلعة على المشروع إلى أن “أوبن إيه آي” هي “العميل الغامض” الذي أشار إليه الرئيس التنفيذي لشركة برودكوم، هوك تان، مؤخرًا، عندما أعلن عن طلبات بقيمة 10 مليارات دولار من طرف لم يُكشف عن اسمه.
ووفقًا للتقرير، تخطط “أوبن إيه آي” لاستخدام الرقاقة الجديدة داخليًا في تشغيل بنيتها التحتية وخدماتها، بما في ذلك منتجات مثل “تشات جي بي تي”، دون طرحها للبيع للعملاء الخارجيين.
منصة توظيف
وفي السياق ذاته؛ أعلنت الشركة عن خطط لإطلاق منصة توظيف جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تحت اسم OpenAI Jobs، وذلك في إطار توسّعها لتقديم حلول موجهة للأفراد والشركات في سوق العمل.
ووفقًا لما جاء في بيان رسمي عبر مدونة الشركة، تهدف المنصة إلى ربط أصحاب الكفاءات بالشركات الباحثة عن موظفين باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يضع OpenAI في منافسة محتملة مع شبكة لينكدإن المملوكة لشركة مايكروسوفت، ورغم أن الأخيرة تُعد المستثمر الأكبر في OpenAI باستثمارات تجاوزت 13 مليار دولار.
الرئيسة التنفيذية لتطبيقات OpenAI، فيدجي سيمو، أوضحت أنه من المتوقع إطلاق المنصة رسميًا في منتصف عام 2026.
بالتوازي مع ذلك، كشفت الشركة عن برنامج اعتماد مهني جديد ضمن مبادرة OpenAI Academy، وهي منصة تعليمية إلكترونية تهدف إلى تدريب الأفراد على استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية في أماكن العمل.
وتعتمد المنصة التدريبية على نمط “وضع الدراسة” داخل ChatGPT، حيث يتحول النموذج إلى أداة تعليمية تطرح أسئلة، وتقدّم تلميحات وملاحظات، بدلًا من تقديم الأجوبة مباشرة، في محاولة لتعزيز التعلم النشط.
إعادة هيكلة
وفي سياق آخر؛ تستعد الشركة لإعادة هيكلة فريق سلوك النموذج Model Behavior، وهو فريق صغير ولكنه مؤثر يضم نحو 14 باحثًا، ويتولى مسؤولية تصميم كيفية تفاعل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة مع المستخدمين.
ووفقًا لمذكرة داخلية أُرسلت في أغسطس واطلعت عليها، أعلن مارك تشين كبير الباحثين في OpenAI، أن الفريق سينتقل إلى العمل تحت إشراف فريق ما بعد التدريب Post Training.
وفي المذكرة، أشار تشين إلى أن الوقت قد حان لدمج عمل فريق سلوك النموذج مع تطوير النماذج الأساسي، مما يعكس أن “شخصية” الذكاء الاصطناعي باتت تُعد عنصرًا محوريًا في تطور التكنولوجيا.
