
فاجأت شركتا “أوبن إيه آي” وأوراكل” الأسواق هذا الأسبوع بإعلان صفقة ضخمة تمتد لخمس سنوات وتُقدّر قيمتها بنحو 300 مليار دولار، ما أدى إلى قفزة في أسهم “أوراكل” وأعاد تسليط الضوء على دورها في البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم اعتبارها من اللاعبين القدامى في قطاع التكنولوجيا.
وبالنسبة لـ”أوبن إيه آي”، يكشف الاتفاق عن شهيتها المتزايدة للقدرات الحسابية الفائقة، حتى وإن لم تُعلن عن تفاصيل التمويل أو مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل تلك البنية الضخمة.
ووفقًا لمحللين، من المنطقي أن تعتمد الشركة على عدة مزودين للبنية التحتية من أجل تقليل المخاطر وتوسيع نطاق العمليات عالميًا.
ورغم استغراب البعض لوجود “أواراكل” في هذه الصفقة العملاقة مقارنةً بشركات مثل “جوجل” و”أمازون ويب سيرفيسز”؛ إلا أن خبراء يرون أن “أواراكل” تملك أساسًا متينًا في خدمات الحوسبة السحابية وقدرتها على دعم مشاريع ضخمة.
وتظل الأسئلة مطروحة حول مصدر الطاقة اللازم لتشغيل هذا الكم الهائل من الحوسبة، خصوصًا مع توقعات بأن مراكز البيانات قد تستهلك 14% من إجمالي الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول 2040.
وكانت قد كشفت “بلومبرج” عن “أوبن إيه آي” خصصت 60 مليار دولار سنويًا لـ”أوراكل” و10 مليارات إضافية لتطوير شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بالتعاون مع “برودكام”.
وفي سياق آخر، تستعد شركتا “أوبن إيه آي” و”إنفيديا” للإعلان عن التزامهما بضخ استثمارات ضخمة في مراكز بيانات داخل بريطانيا، وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة المتحدة.
ووفقًا لـ”بلومبرج” فقد أشارت مصادر مطّلعة أشارت إلى أن الشركتين تعملان جنبًا إلى جنب مع شركة “إن سكيل جلوبال هولدينجز”، ومقرها لندن، لتطوير هذا المشروع الطموح.
ويتوقع أن تكشف شركات أمريكية أخرى عن استثمارات بمليارات الدولارات في السوق البريطانية.
ولم تفصح “أوبن إيه آي” عن حجم مساهمتها المحتمل، لكن المؤشرات تُظهر استعدادها لإنفاق مليارات ضمن هذه الخطة.
وتسعى “أوبن إيه آي” إلى توسيع وجودها في القارة الأوروبية رغم التحديات التنظيمية المتزايدة، وذلك رغم أنَّ استثماراتها في أوروبا متواضعة مقارنة بتحركاتها في مناطق أخرى.
ففي الإمارات مثلًا، تتجه الشركة نحو إنشاء مركز بيانات عالمي بطاقة تشغيلية تصل إلى 5 جيجاوات؛ أما داخل الولايات المتحدة، فتخطط الشركة، بالشراكة مع أوراكل” و”سوفت بنك”، لضخ ما يصل إلى 500 مليار دولار في مشروع “ستارجيت”، بهدف الوصول إلى طاقة تشغيلية تبلغ 4.5 جيجاوات.
إعادة هيكلة
وعلى مستوى الشراكات؛ توصلت “أوبن إيه آي” إلى اتفاق مبدئي مع شريكتها الكبرى “مايكروسوفت” حول إعادة هيكلة العلاقة بين الجانبين، بما يفتح الباب أمام تحول محتمل للشركة من كيان غير ربحي إلى كيان تجاري يخضع لنموذج المنفعة العامة.
وينص الاتفاق الذي أُعلن عنه عبر بيان مشترك، على إنشاء شركة جديدة تحتفظ الجهة غير الربحية بالسيطرة عليها، مع حصولها على حصة تُقدّر قيمتها بأكثر من 100 مليار دولار.
ويمنح الترتيب الجديد “مايكروسوفت”، المستثمر الرئيسي في “أوبن إيه آي”، حق دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة داخل منتجاتها، وهو بند كان محور نقاش طويل بين الطرفين في الأشهر الماضية؛ فالإعلان عن هذا الاتفاق دفع بسهم “مايكروسوفت” إلى الارتفاع بنسبة 2.4% بعد ساعات التداول.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق لا يزال في طور مذكرة تفاهم غير ملزمة، وأن العمل جارٍ لوضع الصيغة النهائية للشروط التعاقدية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتوقع فيه “أوبن إيه آي” إنفاق أكثر من 115 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، ما يعكس طموحاتها التوسعية وسعيها لترسيخ حضورها العالمي كمزود رائد لتقنيات الذكاء الاصطناعي.