المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

حريق سنترال رمسيس.. ما بين الخسائر البشرية والاضطرابات التقنية

منذ مساء أمس، ويواجه العديد من المستخدمين المصريين مشكلات في استخدام باقات الإنترنت، وإجراء الاتصالات الهاتفية، ومختلف المعاملات التي تعتمد على التقنية، بعدما اتضّح اندلاع حريق في سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات.

وبحسب بيان النيابة العامة المصرية؛ فقد تبيّن من المعاينة الأولية اندلاع الحريق في المبنى الرئيس للسنترال، والمكوّن من 11 طابقًا، والمبنى الملحق المخصص للاتصالات الدولية، والمكوّن من 6 طوابق، ما أسفر عن 21 مصابًا، و4 متوفيين.

عمرو طلعت: عودة الخدمة خلال 24 ساعة تدريجيًا

وتفقد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فجر اليوم مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة لمتابعة تداعيات الحادث، بعد أن قطع زيارته الرسمية إلى الخارج، مؤكدًا أن خدمات الاتصالات ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة، موضحًا أنه تم نقل الخدمات إلى عدة سنترالات بديلة، نافيًا الاعتماد الكامل على سنترال رمسيس كمركز وحيد.

وأشار إلى أن معظم الخدمات الحيوية (كالإسعاف والنجدة والمطارات والموانئ) تعمل بشكل طبيعي في معظم المحافظات، وأن الأعطال في بعض المناطق المحدودة جارٍ التعامل معها.

وخلال الجولة، أوضح المهندس محمد نصر أن الحريق بدأ في طابق يضم صالات لمشغلي الاتصالات وامتد للأدوار الأخرى بسبب شدته، رغم وجود أنظمة إطفاء ذاتية.

الاقتصاد والطيران

وطالت تداعيات الحادث بيئة العمل في البورصة المصرية، حيث قررت تعليق التداول خلال اليوم الثلاثاء، بعدما كانت أعلنت مساء أمس إثر الحريق، إتاحة قاعة التداول بمقر القرية الذكية لمن يرغب في الحضور من ممثلي شركات السمسرة.

كما طال تداعيات الحادث البنك المركزي، الذي أعلن مد مواعيد العمل ببعض فروع البنوك لخدمة الجمهور، وفقًا للتوزيع الجغرافي للفروع على مستوى الجمهورية بناءً على رؤية كل بنك، وذلك حتى الساعة 5 مساءً، بدلًا من الساعة 3 عصرًا، وذلك خلال أيام العمل الرسمية “من الأحد إلى الخميس” اعتبارًا من اليوم الثلاثاء الموافق 8 يوليو 2025، لحين صدور تعليمات أخرى.

كما قرر البنك المركزي المصري زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من فروع البنوك بالعملة المحلية إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات بدلًا من 250 ألف جنيه، وذلك بشكل مؤقت لحين عودة الاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل.

وتداول عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، تحذيرًا من البنك الدولي في تقرير صادر عام 2020 يشير إلى أن الاعتماد على البنية التحتية الثابتة الوحيدة لشركة المصرية للاتصالات يعد مثالًا نموذجيًا على ما يُعرف “بنقطة الفشل الواحدة Single Point Failure”، والتي تهدد سوق الاتصالات بأكمله في مصر”.

وأكّد تقرير البنك أنّه “حال تعرض شبكة المصرية للاتصالات لأي عطل، فإن الترتيبات الحالية قد تؤدي إلى تأثير كبير على قدرة مزودي خدمات الإنترنت ومشغلي شبكات الهاتف المحمول الآخرين على مواصلة تشغيل خدماتهم”.

ونفّذت وزارة الطيران المدني بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة حلول بديلة لتجاوز العطل المفاجئ الذي طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت خلال الساعات الماضية، مما ساهم في عودة حركة التشغيل إلى طبيعتها بمطار القاهرة الدولي، وإقلاع جميع الرحلات الجوية، واستعادة نظام التشغيل بالكامل في جميع مباني الركاب.

حمدي الليثي: سنترال رمسيس لا يعتمد على “نقطة الفشل الواحدة”

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حمدي الليثي نائب رئيس غرفة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سابقًا: “إنَّ سنترال رمسيس هو سنترال رئيسي وتاريخي، ويُعد أول سنترال أُنشئ في مصر، وله قيمة تاريخية كبيرة، إذ كانت مصر من أوائل دول العالم التي أدخلت نظام التليفونات، وبغض النظر عن قيمته الفنية، فإن له مكانة تاريخية مميزة”.

وأضاف في تصريحات خاصّة لموقع “تكنولدج”: “من الناحية الفنية، يُعد سنترال رمسيس المركز الرئيسي للاتصالات الدولية، حيث يوجد به مركز الاتصالات الدولية منذ بدء هذه الخدمة في مصر، كما يحتوي على أماكن مخصصة لخدمات تشغيل شبكات المحمول، وهو ما يفسر حدوث بعض المشكلات في شبكات المحمول مؤخرًا”.

وأشار إلى أنّه رغم أهمية السنترال الكبيرة فإنه لا توجد مشكلة فنية تجعله “نقطة الفشل الواحدة Single Point of Failure، وهو ما يعني أن توقفه لا يؤدي إلى انقطاع كامل في خدمات الاتصالات، بخلاف ما كان يحدث في الخمسينيات والسبعينيات”.

وأشار إلى “تغيُّر الفكر التقني، وبدأ تنفيذ خطط بديلة لضمان استمرار الخدمة، وهو ما تتبعه أي شركة اتصالات محترفة في العالم من خلال إعداد سيناريوهات لاستمرار العمل أو إعادة تشغيل الشبكة بطرق بديلة وإعادة رسم مسارات الاتصالات”.

وفي السياق ذاته؛ أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أنه تمت السيطرة على حريق سنترال رمسيس، وجاري إجراء عمليات التبريد اللازمة، موضحًا أنّه “تم نقل حركة الإنترنت الثابت الخاص بعملاء الشركة المصرية للاتصالات بالكامل على مركز الحركة التبادلي بسنترال الروضة الخاص بعملاء الشركة”.

وأوضح الجهاز تأثر خدمات الإنترنت الثابت والمحمول جزئيًا لدى شركات المحمول الثلاث نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق، ويجري التنسيق لاستعادتها عبر مسارات بديلة، مؤكدًا أن خدمات الطوارئ تعمل بكفاءة، وتم توفير أرقام بديلة، مع توقع استكمال الإصلاح خلال 24 ساعة.

وكانت تقارير صحفية تناولت تعطّل خدمات الطوارئ كافة والتي شملت: الإسعاف، والإطفاء، والدفاع المدني، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، قبل أن تعلن الأخيرة لاحقًا عن بدائل لأرقام الطوارئ.

ويستطرد الدكتور حمدي الليثي في حديثه: “فيما يخص الجوانب الفنية أيضًا، فالمرافق الرئيسية مزودة بأنظمة إطفاء ذاتي، نظرًا لأن الخطر الأكبر يكمن في استخدام المياه في عمليات الإطفاء، ما قد يؤدي إلى تلف المعدات في مناطق أخرى؛ لذا، توجد إجراءات فنية دقيقة، ذاتية وآلية، لمكافحة الحرائق، وهي موجودة في سنترال رمسيس منذ السبعينيات، وتُحدّث باستمرار لتحقيق التكامل بين الأنظمة”.

وأكَّد أنَّ “النظام المستخدم حاليًا هو نظام هجين، فلا توجد نقطة الفشل الواحدة، ولكن هناك احتمالية لانقطاع الخدمة في بعض المناطق، وهو ما يفسر تأثر بعض الأماكن دون غيرها”.

وختم تصريحاته بالقول: “أما مسألة استعادة الخدمة خلال 24 ساعة، فتعني نقل الخدمات إلى سنترالات أخرى، خاصة أن الأجهزة داخل السنترال تقدر قيمتها بمئات الملايين، وستحتاج وقتًا حتى يتم إصلاحها؛ لذلك، يتم التعامل مع الجزء المتضرر كما لو كان خارج الشبكة تمامًا، وتُوزع خدماته على عدد من السنترالات الأخرى، بينما سيستغرق السنترال وقتًا حتى يعود للعمل بعد الانتهاء من إعادة تصميمه وتوصيل الشبكات”.

وقال المهندس حسام صالح خبير تكنولوجيا الاتصالات والإعلان الرقمي عبر حسابه على “فيس بوك”:”سنترال رمسيس أحد النقاط الرئيسية في شبكة اتصالات الجمهورية وداخله أكبر مراكز حفظ البيانات”، مؤكدًا وجود إجراءات طارئة نتيجة الحريق الذي حدث”، مشيرًا إلى أنَّ حصر الأضرار التي سببها الحريق غير معلومة، وهندسيًا يحتاج إلى وقت لحصره”.

بينما أوضح الدكتور إسلام نصر الله، خبير التحول الرقمي والمستثمر في قطاع التكنولوجيا، أن حريق سنترال رمسيس يُعد اختبارًا حقيقيًا للبنية التحتية الرقمية التي تم تطويرها خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن سنترال رمسيس يضم أحد أكبر مراكز حفظ البيانات التابعة للشركة المصرية للاتصالات، وأن السيطرة على الحريق وبدء استعادة التشغيل في غضون ساعات قليلة يُعد إنجازًا تقنيًا يستحق الإشادة.

وتابع: “في ظل حجم الحريق وتعقيداته، فإن نجاح فرق الطوارئ في تفعيل خطة بديلة وتحويل الخدمة إلى سنترال أخر خلال ساعات قليلة، يُعد إنجازًا بكل المقاييس، خاصة أن مثل هذه العمليات تتطلب تجهيزات معقدة ومهارات فنية متقدمة”.

اترك تعليقا