
أكد كيفن مورفي، رئيس شركة إريكسون لشمال الشرق الأوسط وأفريقيا على أن مصر تمر بمرحلة مرحلية فيما يتعلق بقدرتها على الاستفادة من تقنيات المستقبل، بالتزامن مع بدء التفعيل التجاري لخدمات الجيل الخامس، مشددًا على أن واحدة من أهم اولويات الشركة تتعلق بتعظيم العائد عبر توسعة التغطية الخاصة بخدمات الـ5G في كافة أنحاء الجمهورية.
وأشار في حواره مع «تكنولدج» إلى أن إريكسون يعطي أهمية كبيرة للبحث والتطوير وتنمية الكفاءات المحلية كجزء أساسي من دعمها لنمو الجيل الخامس في مصر، موضحًا أنها أنشأت مركزًا للبحث والتطوير في القاهرة يركّز على الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والبرمجيات السحابية، ويضم مهندسين مصريين ضمن فرق العمل العالمية.
تسعى الحكومة المصرية إلى جذب كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية. من وجهة نظر شركة إريكسون، ما أبرز الفرص الاستثمارية والتحديات في سوق الاتصالات المصري؟
تمر مصر بمرحلة محورية في رحلتها نحو تفعيل الجيل الخامس، مما يتيح تحديث البنية التحتية وتطوير الخدمات الرقمية في مختلف القطاعات. ويعكس الإطلاق الرسمي لخدمة الجيل الخامس جاهزية الجهات التنظيمية والتزام المشغلين، ويوفر للمستثمرين فرص توسع مدعومة بعوامل ديموغرافية قوية، وريادة أعمال متنامية، وانتشار للجيل الخامس.
وتشمل مجالات النمو خدمات الإنترنت اللاسلكي الثابت، الخدمات الحكومية السحابية، التكنولوجيا المالية، الموانئ الذكية، وسلاسل الإمداد. ويتوقع تقرير التنقل من إريكسون أن يمثل الجيل الخامس نسبة كبيرة من الاتصالات المتنقلة بحلول عام 2030 في المنطقة.
كما تمثل المناجم وحقول النفط والموانئ والمناطق الصناعية الكبرى في مصر فرصًا ضخمة للتحول الرقمي من خلال شبكات الجيل الخامس الخاصة، وإنترنت الأشياء، والأتمتة. حيث تتيح هذه التقنيات اتصالًا متقدمًا وبيانات فورية وأنظمة مراقبة ذكية تعزز الكفاءة والسلامة والاستدامة، وتسهم في دعم النمو الاقتصادي الوطني.
ولكي نتمكن من الاستفادة القصوى من هذه الفرص لابد من تسريع إجراءات تراخيص المواقع وتأمين الطيف الترددي المتصل وتوسيع نطاق التغطية خارج المدن. هناك اهتمام متزايد من المستثمرين الدوليين، خاصة من أوروبا والولايات المتحدة، شرط توافر الأنظمة التقنية والحوكمة المناسبة لضمان شبكات آمنة ومستدامة. ويساعد اعتماد سياسات ذكية في تمكين المشغلين من تحقيق العائد من الجيل الخامس وتقليص الفجوة بين المدن والريف.
وتفضّل العديد من الشركات الدولية شركاء يتمتعون بشفافية في ممارسات الأمن والثقة، مما يعزز فرص التعاون في مشاريع الاتصال المتقدمة. كما تتيح مبادرات مثل البوابة العالمية الأوروبية دعمًا ماليًا وتقنيًا لتوسيع وتنويع الشبكات. وبوجه عام، تمثل جاهزية مصر وحوافزها بيئة مواتية لجذب الاستثمارات وتحقيق نمو رقمي شامل.
دخلت مصر مؤخرًا مرحلة الجيل الخامس باستثمارات بلغت 2.7 مليار دولار. كيف تسهم إريكسون كشريك تقني رئيسي في توسيع آفاق الأعمال إلى ما يتجاوز خدمات الاتصال التقليدية؟
يتمثل دورنا في مساعدة المشغلين على تحويل تغطية الجيل الخامس إلى منصة قابلة للبرمجة تمكّن المؤسسات والخدمات العامة من البناء عليها. ومع بدء التشغيل التجاري في مصر، تمثل تسريع الانتقال إلى الجيل الخامس المستقل أولوية كبرى، لما يتيحه من قدرات مثل زمن الاستجابة المنخفض جدًا (Low Latency)، وتقسيم الشبكة (Network Slicing)، والحوسبة الطرفية (Edge Compute) التي تحتاجها المؤسسات.
تمتد الاستخدامات ذات الأولوية إلى ما هو أبعد من الاتصالات المتنقلة، لتشمل الإنترنت الثابت اللاسلكي (FWA)لتوفير اتصال سريع للمنازل والشركات الصغيرة والمتوسطة، والمصانع الذكية، والموانئ، واللوجستيات، والطاقة، والرعاية الصحية والتعليم الرقمي. كما يظهر تزايد جاذبية خدمات الـFWA كمصدر للإيرادات فرصًا واضحة في مجالات الأدوات المالية عبر الهاتف المحمول، والرعاية الصحية عن بُعد، والتعلّم الإلكتروني، وهي مجالات تتماشى تمامًا مع احتياجات السوق المصرية.
ومن الناحية العملية يتيح هذا ميزات عدة مثل الاتصال بزمن الاستجابة المنخفض جدًا (Low Latency)، وقابلية برمجة الشبكة، بما يمكّن المشغلين من تقديم مستويات خدمة متنوعة، أو شبكات خاصة، أو خدمات مضمونة الأداء لتطبيقات محددة. ومن خلال برامج عالمية وتجارب تشغيلية، نوفر حلولًا متكاملة تتيح للمشغلين تقديم نتائج محددة بدلًا من سعة الشبكة فحسب.
كما تضمن قيادة داليا مرعب لفريق إريكسون مصر، بعد انتقالها من كندا، التعاون الوثيق مع المهندسين والمشغلين والجامعات المصرية لتطبيق أفضل الممارسات العالمية وتطوير الكفاءات المحلية. هدفنا هو تمكين مزودي الخدمات المصريين من حل مشكلات واقعية في المصانع والمستشفيات والمدارس والمؤسسات العامة، مع خلق مصادر دخل جديدة وتحسين تجربة المستخدمين.
تعظيم العائد عبر توسعة التغطية
مع اقتراب الربع الأول من عام 2026، ما الأهداف الرئيسة والأولويات الاستراتيجية لوحدة عمل عملاء إريكسون في شمال الشرق الأوسط وإفريقيا؟
تركز استراتيجيتنا للربع الأول من عام 2026 على مجموعة من الأهداف المترابطة تشمل النمو، والجودة، وتحقيق العائد، والكفاءة. وترتكز هذه الأولويات على التحول التدريجي نحو شبكات الجيل الخامس المستقلة، وهو الاتجاه الذي ندعمه بقوة عبر المنطقة.
نعمل على توسيع نطاق التغطية لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين والشركات، عبر الجمع بين الترددات المتوسطة في المناطق ذات الكثافة العالية، والترددات المنخفضة لتغطية المناطق الريفية. كما ستُسهم الشراكات مع المشغلين والجهات الحكومية في تسريع التنفيذ وتحفيز الاستخدام لضمان تحقيق الأثر الاقتصادي والاجتماعي.
تحسين جودة الشبكات يمثل عنصرًا أساسيًا في زيادة العائد. وسنساعد العملاء في التحول إلى البنى السحابية القابلة للبرمجة وإلى الجيل الخامس المستقل الذي يتيح زمن الاستجابة المنخفض والحوسبة الطرفية وتقسيم الشبكة. كما نولي أهمية خاصة للشبكات المخصصة للقطاعات الصناعية والخدمية، مما يمكّن المشغلين من تقديم خدمات قائمة على النتائج ضمن اتفاقيات مستوى خدمة واضحة. هذا التحول يسمح لهم بالانتقال من تسعير يعتمد على الحجم إلى تقديم خدمات ذات قيمة أعلى.
تعتمد الاستدامة على الكفاءة. وسنعتمد على الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والأنظمة السحابية وتحسين كفاءة الطاقة لتقليل التكلفة وتسريع إطلاق الخدمات الجديدة.
وسنركز على مؤشرات قابلة للقياس مثل زيادة التغطية وعدد المؤسسات المتصلة ونسبة حركة البيانات عبر شبكات الجيل الخامس المستقلة وكثافة استهلاك الطاقة. هذه العوامل مجتمعة ستسهم في تحقيق تأثير ملموس على حياة الأفراد وأداء الأعمال.
مركز للبحث والتطوير للذكاء الاصطناعي في القاهرة
تشتهر إريكسون بريادتها في الابتكار. هل يمكنكم الحديث عن مبادرات البحث والتطوير أو برامج تنمية المواهب التي أطلقتها الشركة في الشرق الأوسط وإفريقيا لتعزيز الابتكار المحلي؟
تعطي إريكسون أهمية كبيرة للبحث والتطوير وتنمية الكفاءات المحلية كجزء أساسي من دعمها لنمو الجيل الخامس في مصر.
فقد أنشأت مركزًا للبحث والتطوير في القاهرة يركّز على الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والبرمجيات السحابية، ويضم مهندسين مصريين ضمن فرق العمل العالمية.
هذا التواجد يتيح نقل الخبرات العالمية وتطوير حلول تلبي احتياجات السوق المحلي وتوفر فرص عمل نوعية.
وعلى مستوى المنطقة، نكمل هذا النهج من خلال برامج تدريب تنفيذية ومبادرات تطوير مهارات العاملين لدى المشغلين، بالإضافة إلى مشاريع الابتكار المشترك التي تمكّن الشركاء من تصميم وتشغيل الخدمات المتقدمة محليًا. هدفنا هو الجمع بين التكنولوجيا العالمية والمهارات المحلية لضمان أن شبكات الجيل الخامس في مصر تُدار بكفاءة عالية وتواصل التطور بما يتناسب مع احتياجات المجتمع والسوق.




