
عاد الملياردير الياباني ماسايوشي سون مؤسس مجموعة سوفت بنك، إلى دائرة الضوء بعد أن سجلت ثروته قفزة غير مسبوقة هذا العام مدفوعة بموجة الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، تضاعفت ثروة سون بنسبة 144% منذ بداية 2025، لتبلغ 38.7 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تسجله منذ بدء رصد المؤشر لصافي ثروته في عام 2013.
وبات سون، الذي اشتهر بتصريحاته الساخرة عن كونه “أغنى رجل في العالم لثلاثة أيام” قبيل انفجار فقاعة الإنترنت مطلع الألفية، اليوم يقود محفظة استثمارية مترامية الأطراف تمتد من شركات تصنيع الرقائق إلى صناديق رأس المال المغامر.
وتعود الطفرة الراهنة جزئيًا إلى الإعلان عن مشروع ضخم تقوده “أوبن إيه آي” بالشراكة مع “أوراكل” و”سوفت بنك”، باستثمارات تصل إلى 400 مليار دولار لبناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، ما عزز شهية المستثمرين تجاه أسهم “سوفت بنك” التي صعدت بنحو 6% مع إغلاق تداولات أمس.
كما ساعدت عمليات بيع أصول استراتيجية وخطط إدراج شركات ناشئة مثل منصة المدفوعات “باي باي” في تحسين الموقف المالي للمجموعة، وسط تفاؤل محللين مثل بول جولدنج من “ماكواري”، الذي يرى أن السوق ما زالت تقلل من القيمة الحقيقية لأسهم “سوفت بنك” رغم الزخم القوي الذي تحقق من رهانات الذكاء الاصطناعي.
وعلى صعيد الاستثمارات، واصل سون تكثيف رهاناته على الشركات المرتبطة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، من بينها “إنفيديا” و”تايوان لصناعة أشباه الموصلات”، إضافة إلى خطة لضخ 30 مليار دولار في “أوبن إيه آي” واستحواذ بقيمة 6.5 مليار دولار على شركة “أمبير كومبيوتينج”، في صفقة لا تزال قيد المراجعة التنظيمية.
ويتسم تاريخ سون المالي بالتقلب الحاد؛ ففي ذروة فقاعة الإنترنت كان صافي ثروته يرتفع بمعدل 10 مليارات دولار أسبوعيًا، ما جعله – لثلاثة أيام فقط – على رأس قائمة أثرياء العالم قبل أن تتهاوى أسهم سوفت بنك بشكل مفاجئ.
ورغم تلك الانتكاسات السابقة، لا يزال سون يتمسك بنهجه الاستثماري القائم على الرهانات الضخمة، مؤكدًا في مقابلات سابقة أن كل انتكاسة تمثل له فرصة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الابتكار والتوسع.