المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

فوضى تقنية تعيد بناء “سيري” من الصفر.. هل وقعت آبل في أزمة؟

واجهت شركة آبل، منذ طرح أولى ميزات Apple Intelligence، سلسلة من الإخفاقات التي وصفها البعض بالكارثية، حسب تقرير موسّع نشرته “بلومبرغ”، سلطت فيه الضوء على الأسباب الحقيقية التي تسببت في تعثر مشروع الذكاء الاصطناعي من آبل، موضّحة الخطوات التي تتخذها الشركة لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.

وتعمل “آبل” على نسخة جديدة من مساعدها الرقمي والمعروف داخليًا بـ”LLM Siri”، وهي مبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وبحسب بلومبرغ؛ فإنَّ المحاولة السابقة التي سعت إلى دمج الميزات الذكية الجديدة مع البنية القديمة لـ”سيري” لم تؤتِ ثمارها، بل قادت إلى المزيد من التعقيد والمشكلات المتكررة.

ونقلت “بلومبرج” عن أحمد الموظفين تشبيهه العملية بلعبة “اضرب الخلد” والتي تعني “إذا تم حل مشكلة، يظهر 3 مشاكل غيرها”.

تردد في الاستثمار

أبرز تقرير بلومبرغ عدة أسباب لتعثّر “سيري” والتي يأتي في مقدمتها التردد الإداري، إذ كان كريغ فيديريغي رئيس قسم البرمجيات في آبل، متحفظًا بشأن ضخّ استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي.

واعتبر فيديريغي أنَّ هذه الاستثتمارات تفتقر إلى هدف واضح أو نتائج مضمونة؛ بينما قال أحد التنفيذيين: “في الذكاء الاصطناعي، لن تعرف المنتج الحقيقي إلا بعد أن تستثمر فعلياً”.

واعتبر التقرير أحد أبرز الأسباب أيضًا، أنّ “آبل إنتليجنس” لم تكن حتى على طاولة أفكار “آبل” قبل إطلاق “تشات جي بي تي” في أواخر 2022.

ولم يكن رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل جون جياناندريا، مقتنعًا بأنَّ مستخدمي “آبل” يرغبون في روبوتات دردشة ذكية، بل قال للموظفين إنَّ كثيرين يرغبون في تعطيل أدوات “تشات جي بي تي”، وهو ما اعتبره تقرير “بلومبرغ” بالرفض الداخلي لفكرة الدردشة بالذكاء الاصطناعي.

أحد الأسباب أيضًا كان التنافر الداخلي بين القديم والجديد، إذ اعتُبرت محاولات إضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى البنية التقليدية لـ”سيري” أثبتت أنها معقدة وغير فعالة.

وأشارت بلومبرغ إلى أنَّ جياناندريا الذي انضم إلى “آبل” في 2018 من خارج الشركة، لم يكن مسنجمًا مع الدائرة المقربة إلى الإدارة، ولم يتمكن من فرض رؤيته أو تأمين التمويل الكافي لفريقه؛ بالإضافة إلى أنَّ البعض اعتبره غير حازم بما يكفي في مواجهة التحديات الخارجية من شركات مثل “أوبن إيه آي OpenAI” أو “غوغل Google”.

*الفجوة بين التطبيق والتسويق*

وأشار التقرير إلى أنَّ قسم التسويق بالغ في وعوده بخصوص “آبل إنتليجنس” لاسيما فيما يتعلق بـ”سيري” وقدرتها على فهم السياقات المتعددة في التطبيقات، وهي مزايا لم تكن متاحة بالأساس تقنيًا، وتم تأجيلها إلى وقت لاحق.

لكنّ في إطار محاولاتها لتصحيح المسار؛ تعكف فِرق آبل الهندسية في مدينة زيورخ السويسرية على تطوير بنية جديدة كليًا؛ تعتمد على محرك الذكاء الاصطناعي القائم على نماذج لغوية كبيرة؛ بهدف تقديم “سيري” أكثر واقعية في المحادثات وأكثر قدرة على توليف وتحليل المعلومات.

بالإضافة إلى ذلك؛ كشف التقرير عن أن “آبل” تستخدم تقنية “الخصوصية التفاضلية” لتحسنين البيانات المستخدمة في تدريب نماذجها؛ وذلك من خلال بيانات تدريب وهمية بمحتوى البريد الإلكتروني لمستخدمي “آيفون” دون إرسال بيانات المستخدم الفعلية إلى خوادم الشركة

وتدرس آبل حاليًا إطلاق نسخة من “سيري” قادرة على تصفُّح الويب وجمع المعلومات، من مصادر متعددة لتوليف إجابات ذكية، وهو نموذج مشابه لخدمات مثل “Perplexity”، وهي إحدى الشركات التي تواصلت معها “آبل” لاستكشاف شراكتها في مجال البحث الذكي داخل متصفّح “سفاري”.

*جياناندريا خارج المشهد*

ووفقًا للتقرير؛ فقد أُبعد جياناندريا عن مشاريع “سيري” والروبوتات خلال ربيع 2025، وسط حديث داخلي عن إحالته التدريجية إلى التقاعد.

لكن “بلومبرغ” كشف عن أنّ رحيله المحتمل أثار القلق من مغادرة عدد من الباحثين والمهندسين الذين التحقوا بالشركة خلال وجوده، ورغم كل الاحتمالات والتكنهات إلى رحيله؛ إلا أنَّ رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل لا يعتزم المغادرة حاليًا، ونُقل عنه شعوره بالارتياح لإبعاده عن “سيري”.

اترك تعليقا