سامسونج ICT 2024
إعلان إي فينانس
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024

كيف استفاد القطاع العقاري المصري من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي؟

لا شك أن الذكاء الاصطناعي بات في المرحلة الحالية أحد أهم مقومات نجاح أي قطاع، وذلك بفضل نموه المتسارع واندماجه بسهولة في حياتنا اليومية، ولعل القطاع العقاري واحدًا من القطاعات التي استفادت من تطوره بشكل لافت .
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرات كبيرة ساهمت في خلق تجارب افتراضية مثمرة وأيضًا التنبؤ الدقيق بالاتجاهات المستقبلية، فضلاً عن تسهيل مهام العمل اليومية، وإذا ما طبقنا هذا الأمر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد سعي القطاع العقاري في هذه المنطقة إلى استخدامه في توفير زيارات افتراضية تمكن المشترين المحتملين من التجول وشراء العقارات دون زيارتها فعلياً.
وفي نقطة تقييم العقارات فقد كانت الطرق التقليدية تعتمد على العديد من العمليات اليدوية التى يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً وتسمح بوجود مزيد من الأخطاء البشرية، لكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي أصبحت خوارزمياته تخدم كلًا من المشتري والبائع، إذ أنها توفر فرصاً لتقييم العقار وتقدم تحليلات واقعية لموقع العقار ومميزاته وتوجهات السوق، مما يجعل من السهل على العملاء تقييم جميع الجوانب قبل اتخاذ قرار الشراء.
ومع التحسينات التقنية التي شهدناها مؤخرا، أصبح المستهلكون يتوقعون الحصول على تجارب شخصية مميزة، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يسمح للشركات بتقديم مثل تلك التجارب بأقل قدر من التدخل البشري والتكاليف. على السبيل المثال، تقوم الخوارزميات الآلية بالحصول على رؤى وأفكار أعمق حول تفضيلات العملاء واحتياجاتهم، وبالتالي ترفع من مدى دقة توقعات اتجاهات الشراء لدى المستخدمين والوقت الذي يقررون فيه الشراء أو البيع.
وفيما يتعلق بعملية جمع البيانات العقارية والتي كانت تستهلك الكثير من الوقت، فقد ساهم الذكاء الاصطناعي طفرة في هذا المجال، حيث أصبح يتيح للوكلاء والمستثمرين إمكانية الوصول إلى رؤى السوق في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات بشكل أسرع. كما يقدم الذكاء الاصطناعي تقنية أساسية تساعد في عملية بحث وتسويق وإدارة العقار. وبأي حال من الأحوال، صار من الضروري أن تواصل الشركات تقديم عروض مبتكرة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث والتقييم من أجل الحفاظ على ريادتها وسط سوق دائم التغير.
أما فيما يخص سوق تأجير العقارات لمدد قصيرة، فقد اختصر الذكاء الاصطناعى عملية مطولة من البحث والتعامل النقدي بين المالك والمستأجر، عن طريق بتوفير تجربة مبسطة للمستأجر، بداية من تواصله مع المالك قبل الإقامة، مروراً بعملية تسمله الوحدة وإجراءات الاستلام المعقدة، بل وحتى عملية الدفع.
ففي السابق، كان المستأجرون يتحملون فترات انتظار طويلة للحصول على أجوبة لاستفساراتهم وصعوبات في التواصل مع ملاك العقارات خارج ساعات العمل التقليدية . وقد أثبتت روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين أنها أدوات قوية للوكلاء والملاك لحل تلك المشكلة لأنهم قادرون على الإجابة على الاستفسارات الشائعة عند الحاجة، كما أنهم ليسو بحاجة لفترات راحة أو إجازات، ويمكنهم التواصل عبر الإنترنت على مدار الساعة لمساعدة الضيوف. كما أن إحدى فوائد النظام الآلى هى تبسيط المعلومات وتعدد لغات النظام، مما يحسن بشكل كبير تجربة العملاء .
ويلعب الذكاء الاصطناعي أيضاً دوراً حيوياً في قطاع الإقامة القصيرة، حيث يتيح للمستأجرين تجربة فريدة بناء على تفضيلاتهم الشخصية، إذ يمكنه تقديم توصيات للمطاعم في المنطقة بناءً على تفضيلات الضيوف، بالإضافة إلى التفاصيل الدقيقة فى العقار مثل درجة حرارة تكييف الهواء طوال فترة إقامتهم . وتعكس تحسينات الذكاء الاصطناعي هذه جوهر الضيافة الحقيقي الذي يضمن للضيوف الحصول على أفضل إقامة ممكنة.
وعلى الجانب الآخر، قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع البيانات وتخزينها تجعله أداة قيمة عندما يتعلق الأمر بتقديم تجربة مخصصة، إذ تتمتع التكنولوجيا المتاحة حالياً بالقدرة على مطابقة رغبات الضيوف المحتملين وتفضيلاتهم ببساطة بناءً على عمليات البحث والحجوزات والمشتريات السابقة. ومن خلال مطابقة سلوكيات الضيوف مع التفاصيل الفريدة للعقار، يضمن الذكاء الاصطناعي عملية أكثر سلاسة طوال فترة الإقامة، كما يقدم طرقاً لتواصل أكثر كفاءة. كما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الرضا عند العملاء بعد الشراء، حيث أن العقارات المقترحة تكون وثيقة الصلة باحتياجات الضيف.
وإذا ما نظرنا السوق العقاري المصري باعتباره أحد الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط ويمثل 20% من الناتج الإجمالي لمصر فقد شهد السوق عدد من التجارب لتضمين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري.
ومن أوائل الشركات التي اهتمت بهذه النقطة في مشروعاتها كانت مجموعة “طلعت مصطفى” في مدينة “نور” والتي ستضم المدينة أحدث التكنولوجيا الجديدة الموجودة في العالم، وستمثل نقلة نوعية فى الفكر التخطيطي من خلال التعاون مع أكبر الشركات والمكاتب العالمية المتخصصة فى تطوير المدن الذكية.
واعتمدت المجموعة على تطبيق فكر المدن الذكية صديقة البيئة كعنصر أساسى فى تخطيط وتصميم المشروع سواء بمراعاة تنفيذ بنية تحتية متطورة يتم إدارتها والتحكم فيها باستخدام البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعى، ورى كافة المسطحات الخضراء بشكل إلكترونى كامل دون الحاجة إلى تدخل بشرى، واتباع أحدث أنظمة الأمان الخاصة بالمدينة، والاعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة، وأحدث ما توصل إليه العالم فى توليد الطاقة الشمسية وشحن المركبات الكهربائية، كما ستضمن المدينة الجديدة توفير أعلى سرعات اتصال بالإنترنت، قد روعى فى تصميم المشروع إحترام الطبيعة من خلال مراعاة إرتفاعات الأرض وتوفير مخرات للسيول.
وهناك أيضًا “تطوير مصر” التي خصصت 4.5 مليارات جنيه للبنية التحتية المعلوماتية والتكنولوجية، ولبناء مجتمعات ذكية في كافة مشروعاتها القائمة، حيث دشنت مركز بيانات رئيسي في مشروع “بلوم فيلدز” بالتعاون مع “هواوي” داخل الجامعة بمشروعها بالقاهرة.
وقال الدكتور أحمد شلبي، رئيس مجلس إدارة الشركة، إنها ستقوم بتدشين مركز بيانات داخل كل من مشروعاتها الأخرى في الجلالة والساحل الشمالي، وربطها جميعًا من خلال مركز البيانات الأكبر في “بلوم فيلدز”.
وذكر شلبي أن مراكز البيانات سيتم الاعتماد عليها في تحليل البيانات الناتجة عن استخدامات البنية المعلوماتية في كافة المشروعات، لاتخاذ القرارات الأفضل في إدارة مشروعاتها من الناحية التشغيلية، مشيرًا إلى أنه يعد تطبيق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إدارة المدن الخاصة، موضحًا أن المفهوم الحالي لإدارة التجمعات السكنية بمفهوم «ذكي» يوفر في الصيانة والتشغيل ما بين 30-50% من التكلفة.
وأوضح شلبي أن الشركة تعتمد على طبقات مختلفة من البنية التحتية التكنولوجية، تتمثل بداية في التوصيل والكابلات التي تعتمد فيها على “شنايدر” ومن ثم الطبقة الخاصة بإدارة الري الذكي والتشغيل الذكي للإنارة والإضاءة وغيرها، تليها الخدمات الخاصة بالهاتف والانترنت المنزلي، وخدمات التلفزيون الذكي والتي تقدمها “أورنج” وبعدها يأي دور «هواوي» التي تتولى الربط التقني بين كافة مدخلات المدن من العوامل السابقة وتصنع نوع من التجانس بينها، هذا بالإضافة إلى تحليل البيانات للتعرف على الحل الأمثل الذي تحتاجه كل مدينة والخروج بمنتجات توفر أفضل تجربة للعميل.

اترك تعليقا