المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
المصرية للاتصالات Cairo ICT 2024
إعلان إي فينانس

هل تتكرر فقاعة الذكاء الاصطناعي كفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية؟

تستعد شركة “إنفيديا” لضخ استثمارات قد تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار في “أوبن إيه آي”، في خطوة تعكس حجم السباق العالمي نحو بناء البنية التحتية العملاقة المطلوبة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل “تشات جي بي تي”، والتي تستهلك قدرات حاسوبية هائلة.

وأعلنت الشركتان، توقيع مذكرة تفاهم تمهيدًا لشراكة استراتيجية تهدف إلى إنشاء مراكز بيانات بقدرة لا تقل عن 10 جيجاوات، مجهزة بأحدث شرائح “إنفيديا” المخصصة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

ووفق مصادر مطلعة، سيتم تمويل المشروع على مراحل، تبدأ برصد 10 مليارات دولار فور توقيع الاتفاق، على أن تُضخ مبالغ إضافية مع دخول كل جيجاوات جديد من القدرة التشغيلية، وسيُموّل الاستثمار نقدًا، مقابل حصول “إنفيديا” على حصة في “أوبن إيه آي”.

وقد لقي الإعلان ترحيبًا قويًا من المستثمرين، حيث ارتفع سهم “إنفيديا” في بورصة نيويورك 3.9%، لترتفع مكاسبه السنوية إلى نحو 37%، ما يعزز مكانة الشركة كأكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية.

وفي المقابل، كانت “أوبن إيه آي” تبحث الشهر الماضي في بيع أسهم بتقييم يصل إلى 500 مليار دولار، بحسب تقارير “بلومبرج”.

ويمثل المشروع أحد أكبر الجهود العالمية لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي، بتكلفة قد تصل إلى تريليونات الدولارات، إذ يتطلب تجهيزات ضخمة من الشرائح والخوادم وأنظمة التبريد والطاقة الكهربائية؛ ولإدراك الحجم، فإن 10 جيجاوات تعادل تقريبًا ذروة استهلاك الكهرباء في مدينة نيويورك.

ووصف الرئيس التنفيذي لـ”إنفيديا”، جنسن هوانغ، وصف المشروع بأنه “قفزة جديدة للأمام”، مؤكدًا أن نشر هذه القدرة سيشكل حجر الأساس لعصر جديد من الذكاء الاصطناعي.

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، إن الاتفاق سيوفر “القدرة الحاسوبية الضرورية لاختراقات جديدة”، مضيفًا أن “الحوسبة هي البنية التحتية للاقتصاد المستقبلي”.

وتستخدم “تشات جي بي تي” حاليًا من قبل نحو 700 مليون شخص أسبوعيًا، ما يضع الشركة أمام تحديات متزايدة في تلبية الطلب على خدماتها، خصوصًا مع التحضير لإطلاق منتجات جديدة “كثيفة الحوسبة”، وفق تصريحات ألتمان الأخيرة.

ووفق تقديرات الشركة، فإن المشروع سيحتاج إلى نحو خمسة ملايين شريحة من إنتاج “إنفيديا”، وهو ما يعادل تقريبًا كامل شحناتها المتوقعة لهذا العام.

واعتبر المحلل ستيسي راسغون من “برنشتاين ريسيرتش” اعتبر أن هذه الصفقة تفوق حجمًا جميع صفقات “إنفيديا” الأخيرة في أوروبا والشرق الأوسط، مؤكدًا أن العائدات المتوقعة من بيع الشرائح قد تفوق قيمة الاستثمار نفسه.

ورغم ضخامة الصفقة، شددت “إنفيديا” على أنها لن تأتي على حساب التزاماتها تجاه عملائها الآخرين، مؤكدة أنها ستواصل اعتبار كل عميل “أولوية قصوى”، سواء امتلكت حصصًا في شركته أم لا، وتمتلك الشركة حاليًا سيولة نقدية تبلغ 56.8 مليار دولار، ما يمنحها مرونة كبيرة لتعزيز استثماراتها.

وتأتي هذه الخطوة ضمن موجة استثمارات عالمية ضخمة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

فقد أعلنت “أوبن إيه آي” مع “أوراكل” و”سوفت بنك” في يناير الماضي عن مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء قدرة تشغيلية مماثلة.

كما تجري “أوراكل” محادثات مع “ميتا” بشأن صفقة حوسبة سحابية بقيمة 20 مليار دولار، في حين تبني “ميتا” مركز بيانات هائلاً في لويزيانا بطاقة تصل إلى 5 جيجاوات بتمويل يتجاوز 29 مليار دولار.

أما “مايكروسوفت”، فقد أبرمت هذا الشهر اتفاقية بنحو 20 مليار دولار مع “نيبيوس غروب” للحصول على قدرات حوسبة سحابية، بالإضافة إلى صفقة أخرى بقيمة 6.2 مليار دولار في النرويج. وأعلنت أنها ستنفق 30 مليار دولار خلال ربع واحد فقط لتوسيع بنيتها التحتية.

وفي خضم هذه الطفرة، تزداد المخاوف من بروز “فقاعة ذكاء اصطناعي” مشابهة لفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية؛ فقد أقر ألتمان نفسه الشهر الماضي بوجود ملامح فقاعة، لكنه شدد على أن الأثر التحويلي للتقنية سيبقى قائمًا، معتبرًا أن المخاطر الكبرى تتركز في الشركات الناشئة الصغيرة ذات التقييمات المبالغ فيها.

اترك تعليقا