
أعادت “هواوي تكنولوجيز” تسليط الضوء على طموحاتها في قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمرها السنوي “هواوي كونكت” الذي استضافته مدينة شنجن، حيث قدّم رئيسها الدوري إريك شو خطة عمل تمتد لثلاث سنوات تستهدف تضييق الفجوة مع “إنفيديا” التي تسيطر على السوق العالمية.
واعترفت الشركة الصينية صراحة بأن منتجاتها لا تضاهي رقائق “إنفيديا” من حيث القوة أو السرعة؛ لكنها تراهن على عناصر أخرى اعتادت التفوق فيها مثل الكثافة العددية للرقائق، والبنية الشبكية واسعة النطاق، والدعم الحكومي المباشر.
وفي عرضه، كشف شو عن الجيل الجديد من رقائق “أسيند” إلى جانب تصميمات “سوبر بود” الموجهة لمراكز البيانات، وهو مصطلح استعارته “هواوي” من منافستها الأمريكية.
وبحسب الشركة، تتيح التقنية الجديدة ربط ما يصل إلى 15,488 رقاقة عبر بروتوكول “يونايفايد باص” الذي طُوّر داخليًا، مع سرعة اتصال تعادل 62 ضعفًا من التقنية المرتقبة لدى “إنفيديا”.
وجاء هذا الإعلان، قبل يوم واحد من مكالمة بين الرئيسين الأمريكي والصيني، تزامن مع موجة إفصاحات مشابهة من شركات صينية مثل “بايدو” و”علي بابا”، في مؤشر على أن بكين لم تعد تخشى الكشف العلني عن تقنياتها المتقدمة، بل باتت تستخدمها ورقة في محادثاتها مع واشنطن.
ويقر المحللون بأن أداء أحدث رقائق “هواوي” لا يزال بعيدًا عن مستويات “إنفيديا” و”إيه إم دي”، إذ لا يتجاوز أداء رقاقة “أسيند 950” سوى 6% من نظيرتها الأمريكية المرتقبة.
وتراهن “هواوي” على تقنيات العناقيد فائقة الكثافة التي تسمح نظرياً بربط مليون رقاقة، مدعومة بخبرة الشركة في شبكات الاتصالات وقدرتها على تطوير بروتوكولات نقل بيانات وذاكرات عالية النطاق الترددي محلية الصنع.
ويعكس ذلك، وفق محللي “بيرنستاين”، ثقة الشركة في استدامة إمداداتها المحلية من أشباه الموصلات، وهو تحول يرونه محطة مفصلية في مساعي الصين لبناء منظومة قادرة على مقاومة ضغوط سلاسل التوريد العالمية والعقوبات الأمريكية التي تحرمها من أحدث تقنيات التصنيع لدى “تي إس إم سي” و”إس كيه هاينكس”.
ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة؛ فقد أخفقت خطط “هواوي” السابقة لإنتاج رقائق متطورة بدقة 5 نانومتر، فيما تبقى قدراتها التصنيعية رهينة حدود التكنولوجيا المتاحة محليًا.
وتؤكد الشركة، التي سبق أن باغتت العالم عام 2023 بإطلاق هاتف يعمل بشريحة 7 نانومتر محلية، أن استراتيجيتها ترتكز على تجاوز العقبات تدريجيًا عبر الاستثمار طويل الأمد.
وفي الوقت الراهن، تواصل “إنفيديا” الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي بدعم من تقنيات “تي إس إم سي” ومعدات “إيه إس إم إل”، بينما تكافح “هواوي” لتثبيت حضورها في مواجهة هذا الاحتكار العالمي.
ومع ذلك، شدد إريك شو على أن شركته ماضية في استراتيجيتها قائلاً: “الاعتماد على العناقيد و’سوبر بود‘ هو سبيلنا لضمان قدرات حوسبية غير محدودة تدعم تطور الذكاء الاصطناعي في الصين”.