شيماء عبد العزيز تكتب: فرص مصر فى قيادة أسواق التعهيد العالمية

شيماء عبد العزيز الرئيس التنفيذي لشركة جوتشات 247 لخدمات التعهيد الرقمية

 

أصبح سعر المهارات المصرية منافسا جيدا لأسعار المهارات الاسيوية و الاوروبية بعد قرار الحكومة تعويم الجنيه في 3  نوفمبر 2016 الأمر الذي انعكس بالأيجاب علي صناعة التعهيد بشكل كبير و بالأخص أسواق مراكز الاتصالات او الكول سنتر.

 

ساهم في ذلك وفرة المهارات المصرية و التي تجيد لغات متعددة من خريجين كليات الالسن و الاداب و التربية باقسامها اللغوية المختلفة و مع توافر المهارات و انخفاض السعر، اصبح من الطبيعي ان تنموا صناعة التعهيد في مصر.

 

كما ساهم أيضأ موقع مصر الجغرافي و تقارب الثقافات مع دول البحر المتوسط ، بالاضافة الى تقارب التوقيت المحلي مع تلك الدول، مقارنة مع الأسواق الأسيوية، و هو ما يجعل الاتصال و التعاقد والتسويق أمرا سهلأ.

 

لفتت كل هذه العوامل نظر بعض الشركات العالمية فاتخذت على سبيل المثال شركة ڤودافون العالمية من مصر مركز لخدمة شركاتها الاخرى على مستوى العالم من خلال ذراعها فودافون للخدمات الدولية VIS

 

كما قامت أيضا بعض الشركات العالمية  بمشاركة بعض شركات الكول سنتر المصرية او شراءها لتقوم الشركة المصرية بتشغيل مشاريع التعهيد التي تجلبها(مثل شركة ماچوريل).

و في ظل ظروف الجائحة العالمية و التي تسببت في حدوث إغلاق كلي و جزئي لدي عدة دول، إلا أن الوضع (بفضل الله) في مصر مستقر بدرجة كبيرة و يستمر العمل بشكل اقرب من الطبيعي مع بعض التحفظات و الاجراءات الصحية المتبعة.

 

و لايقتصر مجال التعهيد فقط على خدمات الكول سنتر، و ان كان يمثل جزء كبير من الصناعة إلا أنه يتضمن أيضا تصدير خدمات البرمجيات و الدعم الفني و الاداري أو أي عمل آخر لا يقتضي تواجد الموظف فعليا في مكان طلب الخدمة.

 

وتعد مصر الأرخص فى أسعار عملاء الكول سنتر المتحدثين الأنجليزية بطلاقة إذ يصل السعر إلي 8 دولارات فى الساعة الواحدة ومثلها فى دولتي الهند وباكستان مقارنة بـ 26 دولار فى أمريكا و 15 دولار فى دول أمريكا اللاتنية و 35 دولارا فى دول غرب أوروبا و 18 دولار فى دول شرق أوروبا و 10 دولارات فى الفلبين

 

و هنا نجد ان الحكومة المصرية أمامها فرص كبيرة للنمو الاقتصادي بدعم  صناعة التعهيد، على غرار التجارب العالمية الرائدة و ذلك من خلال تقديم الدعم المادي و التكنولوجي للشركات العاملة في مجال التعهيد، مما سيأثر بشكل كبير على خلق فرص عمل كثيرة، و زيادة الدخل القومي للبلاد .

 

إلا أنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن تكلفة انشاء و إدارة مركز اتصالات او كول سنتر، تعتبر مرتفعة و بالاخص اذا كان المركز يهدف لخدمة شركات عالمية إذ تطلب الشركات العالمية الكثير من الاستثمار في البنية التحتية و ضمانات الأمن و الأمان للموظفين حتى و ان كانوا في اطار التعهيد ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أن يكون المبني مجهزا بخدمات انترنت قوية و يشترط توافر اكثر من بديل في حالة وجود عطل في الشبكة ، كما يجب أيضا أن تكون  شبكة الكهرباء في المبنى مجهزة ببدائل فورية في حال انقطاع الكهرباء.

 

إلى جانب ضرورة تجهيز المبنى ضد حوادث الحريق و ما شابه، ووضع تصميم داخلي يدعم التباعد الاجتماعي في وقت الجائحة ، علاوة على  توافر وسائل مواصلات عامة، تدعم وصول الموظفين بأمان ، فضلا عن حساب تكلفة تعيين و تدريب و ادارة المئات من الموظفين.

 

يمكن للدولة ان تساهم في تطوير صناعة التعهيد في مصر من خلال: إتاحة مباني مجهزة منخفضة التكلفة ، وتوفير خطوط اتصال دولية بأسعار أقل ، وإلغاء الضرائب عن مراكز الاتصالات لمدة محددة ، فضلا عن خفض تكلفة التمويل ونسب الفائدة لشركات التعهيد ، كذلك خفض الجمارك على المعدات التكنولوجية المطلوبة لإدارة مراكز الاتصالات ، وتوقيع اتفاقات مع شركات البرمجيات العالمية لتوفير تراخيص بتكلفة بسيطة مثل Microsoft CRM

 

 

 

اترك تعليقا