محمد الحارثي يكتب : السفنية الجانحة (فرصة من ذهب)

إستشاري تطوير الأعمال والاعلام الرقمي

 

تابعنا عن كثب الفترة الماضية وعلي مدار أيام رحلة السفينة الجناحة ” ايفر جرين ” وهي كانت بمثابة صدمة للعالم كله واصبحت ترند رقم واحد في كافة المنصات الرقمية وفي الساعات الأولي من تعليق السفينة بالمجري والمسار الملاحي لقناة السويس شيء غير اعتيادي وحادث ليس بالهين ،  خاصة اننا في ممر قناة السويس نمتلك من القدرات التقنية والفنية القادرة علي التعامل بشكل سريع مع أي نوع من الأعطال للسفن المارة بالممر الملاحي .

 

ولكن مشيئة الله ارادت من خلال ” ايفر جرين ” ان تعطينا منحة وفرصة ذهبية أعلم ان هذا الرأي قد يكون صادم للوهلة الأولي ولكنها الحقيقة  فالحادث يعد الاول من نوعه في تعطيل حركة الملاحة للأيام متتالية وأصبح الأمر متابع من قبل كافة وسائل الإعلام العالمية.

 

وهنا تكمن الفرصة هو الاتصال والتفاعل المباشر علي مدار اليوم بالحدث وتسليط الضوء علي هذا الممر الملاحي الاستراتيجي وأهميته في حركة النقل واللوجيستيات العالمية وأصبحت كلمة ” قناة السويس ” هي الكلمة الأكثر بحثاً علي محركات البحث والمنصات الرقمية والأمر الآكثر أهمية هو كيف تفاعل رواد المنصات الرقمية عالمياً في ايجاد حل والإبداع في تقديم حلول فوجدنا الفيديو الاكثر شهرة وهو لمجموعة أطفال يقدمون حلول غير تقليدية لتحريك السفينة وهنا تظهر قوة انتشار المحتوي الرقمي التفاعلي وكيفية الاستفادة منه بشكل إيجابي .

 

وبذلك يتضح لنا أهمية الاستغلال الإيجابي للأحداث وفقا لطبيعتها لتعكس صورة إيجابية عن التفاعل العالمي لايجاد حل لأن الامر كان يمس كل دول العالم فلك ان تجد مثلا ان احدهم طلب ” اوردر ساعة او لعبة ” من علي أمازون وأصبحت معلقة في القناة منتظرة ان تحل المشكلة وتحرك السفينة  ليصل ” طلبه بنجاح أمر بسيط ولكنه استطاع ان يوجهنا لشيء اعظم هو أهمية القناة عالمياً.

 

والجانب الإيجابي دائما هو ان المصريين جميعاً كانوا يتابعون بشغف كيف سيستطيع ” الأبطال ” كل فريق العمل بقناة السويس مهنسين فنيين قادة  لحل المشكلة وبعد ان تحركت السفينة الكل شعر بمشاعر الإنتصار والوطنية وأصبح العلم المصري بكل منشور علي منصات التواصل الإجتماعي وهذا هو بيت القصيد نحن المصريين قوتنا في شعورنا بالانتماء للوطن وعندما يجمعنا أمر مشترك ومشروع قومي نتجمع جميعاً باختلاف انتمائاتنا وتوجهاتنا لنصبح يداً واحدة وقلب واحد.

 

كل ما اتمناه ان نستغل هذا الحدث ليصبح موثقاً خطوة بخطوة بفيلم وثائقي ليوثق ملحمة استطاع فيها المصريين ان يثبتوا للعالم أننا  نستطيع.

 

 

 

 

اترك تعليقا